أحصت مصالح الحماية المدنية لولاية سطيف، في حصيلة لها خلال شهر جانفي المنصرم، تسجيل 7 تدخلات لإنقاذ المختنقين بالغاز الذين هلك منهم اثنان ونجا 13 شخصا من الموت، ويتعلق الأمر ب5 رجال و7 نساء وطفل واحد. وحسب ذات المصالح فإن الاختناقات ب"مونوكسيد الكاربون" عرفت تزايدا في الآونة الأخيرة وكل الحوادث مرتبطة بسوء استعمال وسائل التدفئة، وقد تم تسجيل ضحية جديدة قبل أيام فقط ببلدية «عين أزال» جنوب ولاية سطيف، ويتعلق الأمر بشاب يبلغ من العمر 37 سنة والذي فارق الحياة داخل غرفة تحوي على موقد ثلاثي الأرجل والمعروف محليا باسم "الطابونة"، وحسب المعطيات الأولية فإن الوفاة سببها غاز "مونوكسيد الكاربون" المتسرب داخل الغرفة التي تنعدم فيها التهوية. يذكر أن حوادث الاختناق بالغاز في ارتفاع مستمر، خاصة بعد توصيل الغاز إلى العديد من المناطق في الجهة الشمالية من الولاية، كما هو الشأن بالنسبة لبلدية «عموشة» التي يشتكي سكانها من غلق مركز "سونلغاز" وعدم وجود فرقة تقنية بالبلدية، كما لا يمكنهم تسديد الفواتير إلا بعد التنقل إلى بلدية «عين الكبيرة» ولذلك فهم يلحون على ضرورة إعادة فتح المركز ليسهل عملية التدخل والإنقاذ عن قرب. من جهة أخرى تؤكد مصالح الحماية المدنية أن سنة 2010 شهدت 35 تدخلا لإنقاذ المختنقين، وقد توفي خلالها 11 ضحية فيما تم إنقاذ 129 شخصا من مختلف الأعمار، وحسب مصادرنا فإن هناك حوادث أودت بحياة عائلات بكاملها، كما كان الشأن بالنسبة لحادثة حي "428 مسكنا" بحي «حشمي» بسطيف، والتي فارق فيها صيدلي وزوجته الحياة اختناقا بالغاز، كما توفي متزوجان حديثا ب«عين آرنات» وفارقا الحياة بعد عودتهما من شهر العسل، حيث لفظا أنفاسهما الأخيرة في أول ليلة قضاياها بالمسكن الجديد، وكان ذلك بسبب خلل في قصبة الموقد. من جهتها نظمت مديرية الحماية المدنية بسطيف بالتنسيق مع مصالح "سونلغاز" حملة للتحسيس والتوعية بأخطار الغاز والحوادث الناجمة عن الاستعمال السيئ لوسائل التدفئة، وذلك بإجراء لقاءات مع المواطنين في الساحات العمومية وعبر أحياء البلديات لتقديم نصائح وقائية تتعلق بربط أجهزة التدفئة وتسخين الماء، وقد مست العملية البلديات التي استفادت مؤخرا من الغاز الطبيعي ك«بابور»، «جميلة»، «عين عباسة»، «عموشة» و«بني فودة»، وهو ما يعني أن الغاز فيه منافع للناس لكنه يبقى دوما محفوفا بالمخاطر.