سجلت مصالح الحماية المدنية في ظرف 10 أيام فقط من شهر جانفي الجاري أكثر من 20 تدخلا في حوادث الاختناقات بالغاز وتم إنقاذ 53 شخص وتسجيل 6 وفيات، هذه الحوادث المأساوية التي عرفت تصاعدا كبيرا مع موجة البرد التي اجتاحت البلاد ناجمة عن تسربات غاز البوتان، عدم سلامة التوصيلات وغياب التهوية الصحيحة في المنزل وعدم مراقبة أجهزة التدفئة، الأمر الذي جعل من الحصيلة تكون ثقيلة مازالت الاختناقات بغاز ثاني أكسيد الكربون تصنع مآسي العائلات بمختلف ولايات الوطن خاصة خلال هذه الأيام الباردة، حيث كانت العاصمة ،الشلف، غرداية، سكيكدةوتيارت، مسرحا لحوادث وفاة ستة أشخاص، نتيجة استنشاقهم لكميات من غاز أكسيد الكربون من المدفئات . وفي هذا الإطار أكد الملازم الأول برناوي نسيم أنه تم تسجيل خلال العشرة أيام الأولى من شهر جانفي اختناقا بغاز أكسيد الكربون وفاة شخص يبلغ من العمر 52 سنة بولاية تيارت وهو ما يضاف إلى ثلاث ضحايا آخرين من عائلة واحدة تم تسجيلهم بحسين داي بالعاصمة، ووفاة شخص نتيجة تسرب غاز البوتان وشخص آخر يبلغ من العمر 40 سنة ببلدية العاطف ولاية غرداية فيما سجل وفاة زوجين يبلغان من العمر 40 سنة و27 سنة بولاية الشلف، وتم إسعاف 7 أشخاص بولاية سكيكدة من بينهم ثلاثة أفراد من عائلة واحدة اختنقوا من جراء تسرب الغاز الطبيعي . وحسب ذات المتحدث دائما فإن الاختناق بغاز أكسيد الكربون يأتي في مقدمة أنواع الغازات التي تقف وراء أغلب حوادث الاختناقات المأساوية لأن غاز أكسيد الكربون غاز سام نتيجة الاحتراق غير الكامل في غياب عملية تهوية صحيحة وسليمة في المنزل والتي تسمح بدخول الهواء النقي، حيث أن عدم احترام شروط التهوية بتوفير الفتحات اللازمة في المطبخ والحمام ودورات المياه التي تخرج عبرها الغازات السامة ودخول الهواء النقي الى المنزل إحدى أهم الأسباب الرئيسية التي تخلف ضحايا في كل مرة، وتكمن خطورة غاز أكسيد الكربون في كونه غاز لا رائحة له ولا لون، بالإضافة إلى سرعة انتشاره بالتالي قضائه على الإنسان بسرعة كبيرة، إذ أنه يكفي وجود 1 بالمائة من غاز أكسيد الكربون السام في مكان مغلق للقضاء على الإنسان في ظرف ساعة واحدة، فيما أن نسبة 10 بالمائة منه يقضي على الضحية على الفور خاصة خلال النوم، ويشعر الإنسان الذي يستنشق كمية من هذا الغاز السام بالدوران والغثيان القيىء، الفشل، فيما تحدث أغلب حالات الاختناق نتيجة التسربات في وسائل التدفئة وعدم سلامة التوصيلات، وعدم الصيانة الدورية وتفقد سلامة التوصيلات ولو مرة في السنة، وحتى الرصاصين الذين يتم الاستعانة بخدماتهم من أجل عملية الصيانة أو التركيب ليست لديهم دراية كافية في المجال، بالإضافة الى عدم وجود التهوية اللازمة، حيث انه كثيرا ما يعمد المواطنين الى غلق أو سد كل الفتحات في المنزل لمنع دخول البرد وهم في الحقيقة يمنعون تجدد الهواء وخروج الغازات السامة . وقد سجلت مصالح الحماية المدنية خلال السنة الماضية وتحديدا خلال الفترة الممتدة مابين جانفي ونوفمبر مالايقل عن 535 تدخلا في مجال الاختناقات، أسفرت عن إسعاف 957 شخص 249 منهم رجل، 353 امرأة و355 طفل، فيما تم تسجيل وفاة 130 شخصا، 42 رجلا، 37 امرأة و51 طفلا، وتأتي الاختناقات بغاز أكسيد الكربون في المقدمة ب03 تدخلا تمكنت من خلالها ذات المصالح من إنقاذ 501شخصا وتسجيل 71 حالة وفاة، يليها الاختناقات بالغاز الطبيعي ب04 تدخلا التي أسفرت عنها انقاذ 258 شخصا ووصل عدد الوفيات اختناقا بالغاز الطبيعي 25 حالة ، ثم الاختناقات الناجمة عن تسربات غاز البوتان ب0 تدخلا أنقذ خلالها 40 شخصا، وتسجيل وفاة 13 شخصا ، بالإضافة إلى الإختناقات الناجمة عن انسداد المجاري التنفسية ب9 تدخلا وإسعاف 21 شخصا، ووفاة 34 شخص . بالإضافة إلى الاختناقات بغازات سامة حيث سجل 19 تدخلا وإنقاذ 73 شخص ثم الاختناقات بطرق أخرى ب30 تدخلا، وإسعاف 64 شخصا وتسجيل 27 حالة وفاة . وحسب الملازم نسيم برناوي فإن أغلب تدخلات مصالح الحماية المدنية تحدث خلال أشهر البرد، مؤكدا على ضرورة التوعية من أجل الوقاية من حوادث الاختناقات المأساوية التي تشهد ارتفاعا ملحوظا منذ بداية السنة الجارية، هذه الحوادث التي يمكن تفاديها باحترام عدد من الشروط، منها ضرورة وجود التهوية الصحيحة، تزويد المسخنات وأجهزة التدفئة بتوصيلات لخروج الغازات المحترقة، مع الحرص على مراقبة أجهزة التدفئة من طرف تقني معتمد . للإشارة فقد أطلقت مصالح الحماية المدنية في الفترة الممتدة مابين 20 و27 ديسمبر 2009 حملة تحسيسية من مخاطر الاختناقات على المستوى الوطني أين تم التركيز على تقديم توجيهات للعائلات حول الاستعمال الصحيح للغاز هذه النعمة التي كثيرا ماتتحول الى نقمة إذا ماغاب الاستعمال السليم وتم توزيع منشورات ومطويات على المواطنين لتوعيتهم بخطورة وسائل التدفئة التي يجب مراجعتها في كل مرة لتفادي وقوع ضحايا بشرية بسبب تسرب الغاز، وقام أعوان الحماية المدنية بعرض أشرطة وثائقية تجسد حجم خطورة الظاهرة وكيفية التصدي لها، من خلال تهوية المنازل.