أكد مسؤول بوزارة الفلاحة والتنمية الريفية المكلف بملف حماية الأراضي بمديرية المناطق الجافة وشبه الجافة «خير الدين سكور» أنه تم تحديد مساحة إجمالية قدرها 710 هكتارات خلال هذه السنة لتحويلها إلى أراضي زراعية بيئية، وهو قطاع لا يزال في مهده الأول في الجزائر، مضيفا أن هذه المساحة عرفت ارتفاعا مقارنة بسنة 2010، حيث قام خلالها قطاع الفلاحة باستهداف 200 هكتار من بينها 160 هكتارا دخلت حيز إنتاج التمور ببسكرة. وصرح «سكور» أن عملية تحديد هذه الأراضي ستساهم في استهداف المرافقة التقنية لمستثمرين من أجل تحويل هذه المساحات إلى الإنتاج البيئي أي القيام بتحاليل لمعرفة نوعية التربة وتحديد خصائصها البيولوجية، وتمنح الأولوية للتربة التي تتمتع بخصائص بيولوجية أي تلك التي لم تستعمل بها الأسمدة المخصبة الكيميائية منذ ثلاث سنوات على الأقل كشرط لتحويلها إلى أراضي بيئية، حيث توجد هناك بعض الأراضي التي لم تمض سنتين على خضوعها لاستعمال الأسمدة. وأشار ذات المتحدث إلى أن هذا النشاط الذي لا يسمح باستعمال الأسمدة الكيميائية الصناعية أو التحويل الجيني يحظى باهتمام متزايد لدى الفلاحين، حيث انتقل عدد الولايات التي قامت بتحديد مواقع للإنتاج البيئي من 7 خلال الموسم الفلاحي 2009/2010 إلى 12 خلال الموسم الحالي، وأضاف «سكور» أن "هناك إمكانيات كبيرة في الجزائر لممارسة هذا النوع من الزراعة كون الفلاحين لا يستخدمون كثيرا الأسمدة والمبيدات خاصة بالمناطق الجبلية"، ومن بين المواقع التي أدرجت في إطار الحملة السابقة ثلاثة هكتارات خصصت لزراعة الزيتون وثلاثة هكتارات أخرى خصصت لزراعة اللوز بقالمة و18 هكتارا للحبوب بغليزان و10 هكتارات لإنتاج زيت الزيتون ببجاية، في حين دخلت 160 هكتارا لإنتاج دقلة نور حيز الإنتاج ببسكرة، كما قام أحد المستثمرين بولاية سكيكدة بتخصيص هكتارين لإنتاج الثوم والبصل. ومن أجل تحسيس الفلاحين والمختصين بأهمية هذه الزراعة وتطويرها سيتم خلال الشهر الجاري تنظيم ورشتين تكوينيتين بكل من قالمة وعين تيموشنت بمشاركة حوالي 20 ولاية، وبالإضافة إلى نوعية منتوجها فإن الزراعة البيئية تحمي الطبيعة والتربة من التدهور كون استعمال المواد الكيميائية يؤدي إلى فقر التربة من مكوناتها العضوية، حسبما أوضح ذات المتحدث. ومن أجل تخصيب التربة ينوي الفلاحون استعمال المواد العضوية كفضلات الحيوانات، ومن شأن الزراعات البيولوجية الحفاظ المساهمة في استقرار سكان الأرياف وبروز مؤسسات صغيرة لإنتاج الأسمدة البيولوجية وخلق مناصب شغل، وأوضح "سكور" أن وزارة الفلاحة والتنمية الريفية تعمل من أجل دعم الزراعة البيئية على إعداد برنامج للمساعدة والمرافقة التقنية لصالح المستثمرين الذين ينوون تطوير هذا النوع من النشاط إلا أن الجزائر كما قال لازالت تفتقر إلى هيئة لتصديق المنتجات البيئية. وعرفت مساحات الزراعات البيئية في العالم ارتفاعا بثلاثة أضعاف خلال الفترة ما بين 1999 و2009 كما تضاعف عدد المنتجين البيئيين بتسعة أضعاف، في حين قدر رقم أعمال الإنتاج العالمي للمنتجات البيئية ب 54.9 مليار دولار.