إصابة نحو 100 مناصر وتحطيم عشرات السيارات توافدت على نقاط بيع التذاكر والمقدرة ب20 شباكا على مستوى الملعب، منذ ليلة أول أمس، جماهير غفيرة بعشرات الآلاف، قدموا من كل ولايات الوطن وخاصة من الولاياتالشرقية، خاصة من فئة الشباب، قضوا ليلتهم في العراء، في انتظار انطلاق عملية بيع التذاكر التي كانت مقررة في الساعة التاسعة صباحا، ولم تتمكن الوفود والحشود الكبيرة التي تنقلت إلى عنابة، منذ يومين للحصول على تذكرة الدخول إلى مدرجات ملعب 19 ماي من إيجاد موطأ قدم لها بين عشرات الآلاف من الجماهير التي قضت ليلتها هناك، وبمجرد افتتاح الشبابيك، وقع ما لا يحمد عقباه، حيث تسبب الازدحام في سقوط العشرات من الجرحى، بينهم نحو 20 في حالة خطيرة، اثنان منهم تعرضا لطعنات خناجر من مندسين ومشاغبين حضروا خصيصا لإثارة الفوضى والشغب، تم نقلهما على جناح السرعة إلى مستشفى ابن رشد الجامعي ومن تم على العناية المركزة، إلى جانب إصابة الكثيرين بحالات إغماء، جراء التدافع والازدحام نحو الشبابيك. وبالرغم من أن الإدارة حددت حصة كل فرد بثلاثة تذاكر، أي أن كل شخص لا يمكنه اقتناء أزيد من ثلاث تذاكر، إلا أن ما وقفنا عليه بعين المكان هو الفوضى العارمة، وصعوبة التحكم في الموقف من قبل مصالح الأمن، التي وجدت نفسها عاجزة عن تسيير الأمور، بفعل الجحافل والقوافل الكبيرة من الجماهير الراغبة في الحصول على تذاكر المباراة، إذ رفض الذين تمكنوا من الحصول على تذاكرهم مغادرة الشبابيك، طمعا في الحصول على تذاكر أخرى، قصد البزنسة وإعادة بيعها، بأسعار مضاعفة عشرة مرات عن سعرها الحقيقي الذي حدد ب 200 دينار فقط، نجاح البعض في الحصول على عشرات التذاكر، في حين ظل نحو 100 ألف شخص، يتدافعون نحو الشبابيك، للحصول على فرصة واحدة، لكن من دون جدوى، مما اضطر إدارة الملعب إلى غلق نقاط البيع، بسبب تزايد الفوضى وصعوبة التحكم في الموقف، مما أدى إلى وقوع اشتباكات عنيفة ومواجهات أعنف مع مصالح الأمن، لاحتواء الوضع، إلا أن الأمور انفلتت بشكل أخطر، إذ نشبت اشتباكات عنيفة مع مصالح الشرطة، التي حاولت حماية المركب من التخريب والمحافظة على السيارات المركونة ، والتي خرب جزء كبير منها، كما تسبب ذلك في إصابة العشرات بجروح خطيرة، بينهم عناصر في الحماية المدنية ورجال الأمن، قدرتهم مصادر بعين المكان بقرابة ال 150 شخصا. العشرات من الأنصار قضوا ليلة الثلاثاء بملعب 19 ماي ولعل تصريحات مسؤولي الملعب والتي أكدوا فيها أن بيع التذاكر لا يتم إلا بشبابيك ملعب 19 ماي فقط ، وهو ما اعتبر أكبر خطأ من قبل الكثير من الجهات التي صرحت لنا أن هذه الإجراءات الانفرادية جعلت العشرات من مناصري الخضر يبيتون ليلة الثلاثاء أمام الملعب ، والأكثر من ذلك أن عملية البيع انطلقت في الساعات الأولى من صباح أول أمس مما جعل المئات من الشباب تتدفق باتجاه الشبابيك مما خلق فوضى عارمة فيما بعد وتسبب في إصابة الكثير من منهم على اثر الشجارات العديدة التي حدثت أمام شبابيك بيع التذاكر والتي أدت إلى إصابة الكثير من المناصرين الذي توافدوا من كل ولايات الوطنية للوقوف بجانب كتيبة الجنرال "بن شيخة". الإجراءات المقررة كانت كلام على الورق وما زاد الطين بلة وجعل حالة الفوضى تعم أثناء عملية بيع التذاكر هو عدم تطبيق القرارات التي اتخذتها إدارة المركب الرياضي لملعب 19 ماي من قبل أين شددت على بيع ثلاثة تذاكر فقط لكل مناصر لكن حدث العكس وحصل بعض المناصرين على العشرات من التذاكر مما جعل الكثير منهم يتهمون عمال الملعب ، والأكثر من ذلك أن عملية البيع انطلقت دون أخذ أي احتياطات لما قد يحدث ، وهو ما زاد في تعقيد الأمور وإصابة العشرات من المناصرين ، وحتى نقلهم إلى المستشفى تم بصعوبة نظرا لحالة الفوضى . بيع التذاكر بمكان واحد وبعنابة فقط خطأ كبير من الأسباب التي كانت وراء تلك الأحداث المأسوية التي تزامنت مع بيع التذاكر والتي نبه الكثير من المتتبعين منها من قبل ، هي بيع التذاكر في مكان واحد وهي ملعب 19 ماي ، وبولاية عنابة فقط ، وكان تجنب كل هذه الحوادث المأسوية لو تم توزيع التذاكر على عدد من الولايات المجاورة التي تعرف تنقل الآلاف من المناصرين إلى مدرجات 19 ماي، وهو ما يجعل تنقل الأنصار يكون فقط يوم المباراة وليس ثلاثة أيام قبلها ، كما أن من يتنقل إلى «عنابة» من تكون له التذكرة فقط ، مما يغلق الباب على أصحاب السوق السوداء وكذا عن اللصوص الذين يستغلون مثل هذه الفرص للإعتداء على المناصرين. سعر التذاكر في السوق السوداء قد يتجاوز2000 دج ونظرا لما حدث خلال بيع التذاكر والتي عرف إصابة العشرات من المناصرين وحالة من الفوضى العارمة، وهو ما أدى إلى توقف تدافق المناصرين إلى شبابيك الملعب لشراء التذاكر، وتفضيل شرائها من السوق السوداء لتجنب أي حادث أو إصابة قد تحول من مشاهدة المباراة الخضر إلى العلاج في المستشفى، هذا الأمر استغله أصحاب السوق السوداء ليجعلوا سعر التذكرة في ارتفاع غير مسبوق، فقد علمنا أن سعر التذاكر أمس وصل إلى 800 دج أي أربعة مرات عن سعرها الأصلي، وقد يصل سعرها إلى 2000 دج يوم المباراة وهو الأمر الذي لم يتقبله مناصري الخضر. ما حدث سيؤثر على رفقاء "زياني" لعل ما حدث صبيحة أمس من أحداث خطيرة خلال انطلاق بيع تذاكر مباراة الخضر وأسود الأطلس التي ينتظرها مناصري الخضر بفارغ الصبر لرؤية رفقاء «زياني» وكذا تشجيعهم على تحقيق نتيجة ايجابية لإعادة الأمل في تأهل منتخبنا الوطني إلى نهائيات كأس أمم إفريقيا 2011، سيجعل المئات من المناصرين يتراجعون عن التنقل إلى مدينة «عنابة» لمؤازرة الخضر ، مما قد يؤثر على لاعبي كتيبة المدرب "بن شيخة" الذي لا يزال يطالب بوقوف المناصرين معه لتجاوز عقبة المنتخب المغربي .