تواصل مسلسل الفوضى الذي ميّز عملية بيع التذاكر إلى يوم المباراة وتكرّرت المشاهد ذاتها بخصوص عملية دخول الأنصار إلى الملعب. وكانت “الهدّاف“ حاضرة عند فتح الأبواب في منتصف النهار لدخول الأنصار، محاولة تكسير أبواب الملعب والتذاكر ب 4000 دج لم تسمح المناصرين بالدخول حيث كانت تُنقل جيوش من الأنصار جماعات جماعات إلى الملعب منذ الساعات الأولى من صبيحة البارحة ما خلق ازدحاما في نواحي “شوفالي“ ودالي ابراهيم، ولكن المفاجأة التي لم يتوقعها أنصار “الخضر“ الذين تنقلوا بقوة من كل ربوع الجزائر، هي أن تعجز قوات الأمن في التحكم في الوضع منذ فتح الأبواب بالنظر إلى تدفق 60 ألف مناصر إلى الملعب بمجرّد فتح أبواب الملعب. لنشهد صورا عكست الفوضى التي ميّزت بيع التذاكر منذ أول يوم، حيث نفذت 60 ألف تذكرة في ستّ ساعات، لنحضر سابقة أخرى غريبة وهي امتلاء الملعب في ساعة واحدة فقط. المأكولات، الرايات الوطنية، أقمصة “الخضر” والقبعات... كل شيء يُباع في طريق الملعب ! وفي طريقنا إلى الملعب في حدود الساعة (11:30) صباحا، كانت الحركة غير عادية في “شوفالي“ حيث اجتمع الشباب أمام مفترق الطرق ل 5 جويلية وبدأ بعض الشباب في وضع طاولاتهم لبيع المأكولات، الرايات الوطنية، أقمصة “الخضر“ والقبعات، وشاهدنا حتى قميص “ڤلاسڤو رانجيرز“ باسم مجيد بوڤرة، الذي كان موضوعا في الطريق (قميص غير رسمي) معروض للبيع، حتى يتخيل لك أنك في سوق موازية وليس في أحد أكبر مفترقات الطرق في العاصمة. التذاكر وصلت 4000 دج صبيحة المباراة وقد استغل ممتهنو السوق السوداء كثرة الطلب على التذاكر يوم المباراة ومع قدوم الأنصار من كل ربوع الوطن، لرفع سعر التذكرة من 3000 دج إلى 4000 دج، ورغم المبلغ الخيالي الذي وصلته أسعار التذاكر، إلا أن الإقبال كان شديدا من طرف الأنصار ولكن التخوّف كان من التذاكر المزوّرة. “التيكي مصكاني وإلاّ تاع الصحّ!“ هذه هي العبارة التي كان يردّدها كل مناصر يتوقف أمام بائع التذاكر في الطريق المؤدي إلى المركب الأولمبي، بسبب التزوير الذي مسّ التذاكر التي بيعت أسبوعا كاملا قبل المباراة، والذي فتح الباب واسعا للمزوّرين الذي نسخوا آلاف التذاكر، ما خلق التردّد والحذر عند كلّ مناصر الذي كان يراقب صحة التذكرة من خلال مراقبة رقم التذكرة التي لا يمكن نسخه حسب باعة التذاكر. إزدحام شديد في الطريق المؤدّي إلى الملعب ونحن نسير من “شوفالي“ نحو المركب الأولمبي في منتصف النهار لاحظنا الحشود الكبيرة التي كانت متوجهة إلى الملعب في الطريق المؤدّي إلى 5 جويلية يقوده شباب من كلّ الولايات، ولكن حتى الطريق السريع عرف المشاهد نفسها حيث شاهدنا ازدحاما شديدا في الطريق المؤدّي إلى الملعب إلى درجة أن إذاعة “البهجة“ طلبت من السائقين تجنّب الطريق المؤدّي إلى الملعب بسبب تدفق مئات الأنصار بسيارات فيها الرايات الوطنية تنبعث منها أغان خاصة ب “الخضر“. أكثر من 60 ألف مناصر أمام الملعب في منتصف النهار رغم تواجد مكثّف وكثيف لقوات الأمن في المركب الأولمبي، حيث كانت هناك عدة دوريات تراقب عملية بيع التذاكر بحثا عن التذاكر المزوّرة، ورغم مئات رجال الأمن التي كانت حاضرة أمام الملعب منذ الساعات الأولى من صبيحة أمس، إلاّ أن لا أحد كان يتصوّر أن يقتحم أكثر من 60 ألف مناصر المركب الأولمبي في الساعات الأولى من أجل ضمان مكان في المدرّجات. حيث كان الآلاف من الشباب الذين تنقلوا منذ أيام من كلّ الولايات أمام أبواب الملعب ثماني ساعات قبل بداية اللقاء، وهو ما خلق صعوبات كبيرة في التحكّم في الوضع بالنسبة إلى رجال الأمن منذ فتح أبواب الملعب. 00: 12... الأبواب تُفتح والأنصار يغزون المدرّجات تدفق الأنصار إلى الملعب جعل عمال ملعب 5 جويلية يفتحون الأبواب في منتصف النهار من أجل تسهيل عملية دخول الأفواج الأولى التي اعتصمت أمام أبواب الملعب منذ الساعات الأولى، لكن هذا القرار لم يسمح بتنظيم العملية حيث تفاجأ العمال بتواجد عشرات الآلاف أمام الملعب وتجمّعهم في منتصف النهار من أجل الدخول إلى الملعب، وكان أحد بوادر الأزمة التي حدثت فيما بعد. إجتياح الملعب عبر الجدران دون تذاكر واستغل الأنصار الذين تنقلوا دون تذاكر إلى الملعب نقص قوات الأمن في محيط الملعب للصعود فوق الجدران والهجوم على الشبابيك في محاولة لاجتياح الملعب، وقد نجح المئات من الشباب في دخول الملعب والالتحاق بالمدرّجات بهذه الطريقة وهم لا يملكون أيّ تذكرة أمام عدم قدرة الشرطة في التحكم في هذه الظاهرة. إعتقالات وتفريق الأنصار بالقوّة وأمام عجز قوات الأمن في صدّ ما يمكن اعتباره “هجوم الأنصار“ على الأبواب والشبابيك واجتياحهم الجدران بدون تذاكر، اضطرت قوات حفظ الأمن إلى تفريق الأنصار أمام مدخل الملعب بالقوّة، كما حاول البعض تكسير بعض الأبواب لاقتحام الملعب، ولكن بعض أفراد الشرطة الذين كانوا بالزيّ المدني ألقوا القبض على عشرات المناصرين وتمّ اعتقالهم في عين المكان. 14:00... غلق الأبواب في وجه الأنصار اجتياح الأنصار لجدران الملعب وتدفق الآلاف من الأنصار في الساعات الأولى جعل العمال وقوات الأمن يعجزون في التحكم في عملية دخول الأنصار من خلال مراقبة التذاكر. وقد امتلأ الملعب في ظرف قياسي (ساعة واحدة) حيث شاهدنا الملعب مملوء عن آخره في حدود الواحدة وعشرون دقيقة، رغم أن المئات كانوا في طريقهم إلى الملعب وهم يحملون التذاكر التي بيعت لهم بأثمان خيالية في السوق السوداء. وأمام هذا الوضع وخوفا من انزلاق الأوضاع تم غلق كل الأبواب في حدود الثانية زوالا بسبب امتلاء كل المدرّجات رغم أن قرار غلق الأبواب كان مقرّرا على الرابعة عصرا. فتح مدخل العائلات والصحافة فقط قرار غلق كلّ الأبواب لم يمسّ المدخل المقرّر للعائلات والذي كان بالقرب من مدخل فندق 5 جويلية، من أجل السماح للعائلات التي تملك تذاكر خاصة بالدخول إلى المنصة الخاصة بهم (رقم 13)، كما استثني رجال الصحافة الذين تم تخصيص مدخل خاص بهم ولم يتم غلقه إلا عند بداية اللقاء. العائلات بقوة منذ الصباح وفضّلت بعض العائلات والأوانس التنقل إلى الملعب في منتصف النهار حاملة الرايات الوطنية، وقد وجدت بعض العائلات صعوبة في الإلتحاق بالمدخل الخاص بهن بالنظر إلى المشادات التي كانت بين قوات الأمن والشبّان الذين حاولوا جاهدين دخول الملعب عن طريق اجتياح الملعب، كما دخل بعضهم بفضل تذاكر مزوّرة، وهو ما خلق فوضى عارمة أمام مدخل الملعب في مشاهد لم يسبق لنا أن شاهدناها في المواجهات الفارطة. عشرات الآلاف بالتذاكر خارج الملعب وما حذرنا منه في أعدادنا الفارطة حدث من خلال عدم تمكن الآلاف من المناصرين من دخول الملعب رغم أنهم يملكون تذاكر حقيقية وتم شراؤها من السوق السوداء، والسبب هو استنساخ آلاف التذاكر المزوّرة التي طرحت في السوق، أضف إلى ذلك اجتياح المئات من الأنصار الجدران ودخول الملعب دون تذاكر، ما جعل الملعب لا يستوعب كلّ الأنصار الذين تنقلوا والذين وصلوا إلى 100 ألف مناصر بين من كان في الملعب وخارج الملعب، رغم أن إدارة الملعب باعت 57 ألف تذكرة فقط في أول يوم من انطلاق عملية بيع التذاكر. البحث عن الجنس اللطيف لأجل دخول الملعب الحلّ الوحيد الذي فكر فيه بعض الشبان الذين لا يملكون تذاكر لدخول الملعب البارحة كان البحث عن فتيات يملكن تذكرة وردية تسمح لهم بدخول المدرّجات الخاصة بهم، على اعتبار أن هذه التذكرة تسمح بدخول أي زوج، ولكن أغلب محاولات الشبّان الذين فكروا في هذا الحلّ باءت بالفشل لتنقل أغلب الفتيات مرفوقات، وهو ما ولد خيبة أمل أخرى عند الشباب الذين لم يجدوا لا التذكرة ولا الفتاة التي تسمح لهم بمتابعة المباراة. بيع التذاكر وراء فوضى دخول الأنصار من المسؤول عن هذه الفوضى؟ هو السؤال الذي كان يطرحه كل من شاهد الأحداث المؤسفة التي عرفها ملعب 5 جويلية البارحة، ولكن الأكيد أن الفوضى التي ميّزت بيع التذاكر والتلاعبات التي حدثت كانت وراء عدم تمكن الأنصار من متابعة اللقاء، رغم دفعهم مبلغ 4000 دج لشراء تذكرة في السوق السوداء لم تمكنهم رغم ذلك من دخول الملعب الذي اقتحمه أصحاب التذاكر المزوّرة، والذين اجتاحوا المدرّجات منذ الساعات الأولى. وهو ما يجرّنا إلى التأكيد أن المنطق كان يفرض بيع التذاكر عشية اللقاء في نقاط بيع مختلفة وفي عدد من الولايات القريبة من العاصمة عبر مديريات الشبيبة والرياضة، من أجل السماح لشبان كل الولايات من متابعة اللقاء دون اللجوء إلى السوق السوداء، وقطع الطريق أمام من قاد عملية تزوير التذاكر والتي كانت وراء حرمان آلاف المناصرين الحقيقيين من مشاهدة اللقاء رغم دفعهم مبالغ خيالية للحصول على تذكرة مباراة صربيا. من رحلة البحث عن “الفيزا“ إلى البحث عن التذكرة الصور التي شاهدناها البارحة تعكس التحوّل الكبير في ذهنية الشاب الجزائري، الذي عبّر مرّة أخرى عن وفائه لألوان بلاده وكان طيلة أسبوع في رحلة للحصول على تذكرة بعدما كان في الماضي القريب يبحث عن أيّ وسيلة للحصول على تأشيرة الهجرة من بلده.. هذا التعلق بالجزائر الذي جاء بفضل تألق لاعبي “الخضر“ يجب ألا يكون وسيلة لابتزاز الشبان، بل فرصة لتسهيل شباب الجزائر من كل الولايات مهمّة تشجيع منتخب بلادهم، وذلك بتوفير تذكرة بسعرها الحقيقي وتنظيم دخول المناصر معززا مكرّما إلى المدرجات كأضعف الإيمان من السلطات المسؤولة، حتى لا تتكرّر مشاهد الفوضى والعنف في العرس الكروي لليلة ليلة أمس. --------- أنصار “الخضر” خُدعوا مرتين وساخطون على المنظمين أثناء توجهنا إلى ملعب 5 جويلية من أجل تغطية لقاء “الخضر” أمام المنتخب الصربي، شاهدنا أعدادا كبيرة من الأنصار توقف قبل كيلومترات عديدة من الملعب، وهو الإجراء الذي كنا قد أكدنا عليه في عدد الأمس، حيث قلنا إن عناصر الأمن ستمنع كل من لا يملك تذكرة دخول إلى الملعب، ولا تسمح له حتى بالإقتراب من 5جويلية، لكن دهشتنا كانت كبيرة عندما شاهدنا جموعا أكبر تحتج أمام الملعب بسبب حرمانها من الدخول رغم امتلاكها تذاكر صحيحة وغير مزورة، حيث تم إغلاق أبواب الملعب على الساعة ال14 زوالا، هذا الأمر جعلنا نتأكد من أن أنصار “الخضر“ خدعوا مرتين وسلب حقهم في مشاهدة منتخبهم، المرة الأولى حينما تم بيع التذاكر بطريقة غير عادية، ما حرم العديد من الحصول عليها بأثمانها الحقيقية، والمرة الثانية حين اشترى هؤلاء الأنصار التذاكر من السوق السوداء بأثمان باهظة جدا، لكنهم بقوا خارج الملعب. “كيف نُحرم من الدخول إلى الملعب والتذاكر بحوزتنا” هذا الأمر أثر كثيرا في الأنصار الذين ثارت ثائرتهم، وكادت تحدث تجاوزات لولا تعقل البعض، وقد أكد لنا العديد من الأنصار أنهم لم يكونوا يتوقعون أن يعاملوا بهذه الطريقة رغم امتلاكهم التذاكر وهو ما يعطيهم الحق في التواجد في الملعب، وقالوا: “كيف يحرموننا من الدخول إلى الملعب والتذاكر بحوزتنا، إنه أمر غير معقول، لماذا باعوا لنا التذاكر إذن، وإذا كانوا باعوا العدد المطلوب، فمن يوجد في الملعب مادام الذين يملكون التذاكر بقوا في الخارج، لم نفهم لماذا نعامل بهذه الطريقة.” “خُدعنا مرتين ونوكّلو عليهم ربّي” وقد أكد معظم الأنصار أنهم تعرضوا للخداع مرتين بسبب لقاء الجزائر صربيا، فكل همّهم كان الدخول وتشجيع “الخضر” خلال لقائهم الودي، لكن البعض استغل هذا الأمر من أجل سلبهم أموالهم، وقالوا: “لقد خدعنا مرتين، الأولى حين تم تسريب التذاكر بطريقة غير شرعية وغريبة، لتصبح تباع في السوق السوداء بأثمان خيالية فقات سعر التذكرة بالنسبة للقاء فرنسا-إسبانيا، ورغم أننا اشترينا هذه التذاكر ولا نعرف حتى إن كانت حقيقية أم مزورة، حرمنا من الدخول إلى الملعب رغم أننا كنا نتواجد هناك 6 ساعات قبل انطلاق اللقاء، لا نجد ما نفعله في ظل سوء التسيير نوكلو عليهم ربي وخلاص.” “جئنا من أماكن بعيدة ونبقى مشرّدين في الشارع بسبب سوء التنظيم” البعض الآخر ذرفوا الدموع أمامنا، حيث أكدوا أنهم قدموا من أماكن بعيدة، بعضهم من الولاياتالشرقية والآخر من الولاياتالغربية وحتى من ولايات الجنوب، ولم يهضموا كيف أنهم تشردوا في الشارع ولم يتمكنوا حتى من دخول الملعب، وقد صرح لنا بعضهم: “جئنا من أماكن بعيدة، بتنا ليلتين في الشارع وصرفنا أموالا كثيرة من أجل مشاهدة المنتخب الوطني، لنجد أنفسنا خارج الملعب بسبب سوء التنظيم.” بعض عمال الملعب أصيبوا بسبب التدفق الجماهيري من جهة أخرى أكدت مصادرنا وجود بعض الإصابات بالنسبة لعمال الملعب، وهذا بسبب التدافع الكبير للجماهير قبيل ساعات عديدة من انطلاق اللقاء، حيث أكدت مصادرنا أن العمال وحتى رجال الشرطة لم يجدوا كيف يتحكموا في الجموع الغفيرة التي قدمت منذ الصباح الباكر وعسكرت أمام أبواب الملعب، وتجدر الإشارة إلى أن هذه الإصابات ليست خطرة، ومعظم العمال واصلوا عملهم بصفة عادية.