مازالت بعض أعضاء رفاة موتى بالمقبرة المسيحية تظهر للعيان، وفي متناول الجميع رغم نداءات بعض المواطنين من خلال "الأيام"، بالرغم من تدخل بعض الجهات من أجل ترميم ما يمكن ترميمه، زرنا المكان ورافقنا مواطن من المنطقة إلى هذه المقبرة المسيحية المتواجدة بحي "488 مسكنا" الواقع على وجه التحديد بالجهة الشمالية الشرقية للمدينة ولم نجد الوضع قد تغير كثيرا، ماعدا بعض الأشغال التي باشرها عمال وجدناهم عند مدخل المقبرة قبل يومين. شرعت الجهات الوصية في ترميم بعض القبور التي تعرضت للتخريب، بدليل أننا شاهدنا بأم أعيننا قبورا قد تم ترميمها، وحداثة الإسمنت المستعمل في العملية شاهد على ذلك، في حين لا تزال وإلى غاية تحرير هذه الأسطر العديد من القبور مخربة، ومفتوحة أمام الجميع وتظهر من خلالها جليا أعضاء رفات وسط كومة من بقايا القبور، وهنا تدخل مرافقنا بنبرة فيها الكثير من الحسرة والتأسف قائلا: "لقد كانت المقبرة في وقت سابق تحفة خضراء نظرا لنظافتها وحرمتها، لكنها اليوم تحولت لمرتع يلهو فيه الجميع كيف ما شاء ووقت ما شاء"، وأضاف "أتذكر أنه وإلى وقت قريب أن مجموعة من الأطفال قد قاموا باستخراج رفات امرأة من قبرها". وأكد مرافقنا بأن المقبرة وصلت إلى حد لا يطاق، حتى أن بعض أعضاء الرفاة صارت في متناول الأطفال على وجه التحديد، ولم تتدخل المصالح المعنية إلا بعد نشرنا لمقال حول الموضوع، وحسب أحدهم فإن عمليات تخريب القبور تحدث من حين لآخر، وقد مست جميع القبور تقريبا مما خلف عظاما ظاهرة للعيان وقبورا مخربة، وحسب مصادر محلية فإن الفاعلين في الغالب يبحثون عن الأشياء الثمينة داخل قبور الموتى، هذا وقد شد انتباهنا ونحن داخل المقبرة كذلك هشاشة الجدار الخارجي الذي لا يمكنه توفير الحماية الكافية للمقبرة من عبث الأطفال وغيرهم، وهو الوضع الذي تأسف له الجميع لا يسمح بمزيد من الانتظار أو إلقاء اللوم على هذا الطرف أو ذاك، بل يستوجب تحركا جادا ومسؤولا لترميم القبور المفتوحة حفاظا على حرمة المقبرة.