المأساوية حسب ما رواها شهود عيان تعود بنا إلى نهاية الأسبوع المنصرم وبالتحديد إلى صباح يوم الأربعاء عندما شاهد بعض السكان عمال بناء رفقة مقاول يقومون بتسوية جانب من أرضية المقبرة وفي وضح النهار رغم علمهم المسبق بأن التلة الجبلية بوملة تضم جنباتها رفاة جزائريين نساء وشيوخ وأطفال دفنوا خلال الحقبة الاستعمارية الفرنسية ليقوم بعدها عدد من سكان الحي بتفقد المكان ومعرفة ما يجري ليتفاجأوا بما لا يخطر على بال أحد جرافة كبيرة الحجم تجرف الأتربة وتقتلع الحجارة بجانب من المقبرة المحاذي لقارعة الطريق لتهيئة أرضية مشروع إنجاز محول كهربائي وقد أدى ذلك العمل إلى تهديم عديد القبور والأضرحة المدفونة تحت الأرض بعمق يصل إلى 1 متر والتي تضم رفاة أطفال صغار ورضع دفنوا خلال الحقبة الزمنية المذكورة آنفا كما تناثرت جراء عملية الهدم رفاة وعظام الموتى في جميع الاتجاهات قبل أن يقوم العمال بجمع العظام المتناثرة في أكياس صغيرة ليعيدوا دفنها من جديد في غياب القبور والأضرحة . وفور سماعهم الخبر تدخل سكان حي واد فرشة وقاموا بالاعتصام والتجمهر أمام مقبرة بوملة مجبرين العمال المتواجدين هناك على توقيف أشغال البناء ولو كان ذلك على حسابهم قبل أن يتوجهوا نحو مصالح الأمن الحضري الثاني عشر ويبلغونهم بما جرى بالمقبرة من أجل التحقيق في الأمر . وقد أفاد الشهود العيان بأن المقاول قدم اعتذارا واضحا لما حصل وأفادهم بأن لم يكن يدري بان التلة الجبلية تضم في الأسفل قبور موتى باستثناء الأضرحة الموجودة في الأعلى والبارزة للعيان . وقد قامت آخر ساعة بالتنقل إلى عين المكان حيث أرشدنا السكان إلى موقع أشغال البناء بالمقبرة . حيث شاهدنا أثارا على الأرض للجرافة المستعملة خصيصا لهدد الغرض لكن ما أثار دهشتنا حقا بقايا عظام بشرية عثر عليها المواطنون أمس الأول بعد مرور يوم من عملية الهدم متناثرة بشكل واضح على تراب المقبرة وفي السياق ذاته أكد هؤلاء بأن تلك الرفاة التي لم تدفن بعد هي من مخلفات أشغال البناء حيث هدمت بعض قبور المقبرة وسويت بالأرض وصرح السكان بأنهم يستنكرون بشدة انتهاك حرمة مقبرة إسلامية بدعوة إنجاز مشروع محول كهربائي يخدم مواطني الحي مشيرين إلى أن هناك مساحات أخرى بالحي من شأنها أن تكون مكانا للمشروع دون المساس بحرمة المقبرة ،للإشارة فإن جبانة بوملة هي مقبرة قديمة العهد تقع بين الشطر الثالث والشطر الرابع بحي واد فرشة . ياسين لعمايرية