تشهد أسواق الذهب بالعاصمة منذ السنة الفارطة ارتفاعا محسوسا في سعر الذهب سواء المستورد، المحلي أو القديم «لاكاس»، لاسيما مع اقتراب فصل الصيف المعروف بكثرة الأعراس والمناسبات السعيدة، وهو ما أجبر الكثير من النساء حتى ميسورات الحال منهن على العزوف عن اقتنائه واللجوء إلى المجوهرات المقلدة كأفضل الحلول . تعج السوق الموازية ب«الرويسو» بمجموعة من الشباب الذي يحترف ترويج الذهب في صورة مختلف القطع، حيث سمحت لنا جولتنا بهذه المنطقة بالتعرف على بعض الأسعار كمؤشر رئيسي عن حالة جنون الأسعار والقيم المالية للمعدن النفيس، فمنذ عدة أشهر سجلت معدلات الأسعار ارتفاعا مستمرا إلى أن وصلت إلى عتبة ال5600دج للغرام الواحد من الذهب المستورد، فيما تجاوز سعر الذهب المحلي ال4500 دج للغرام الواحد، بينما يستغل هؤلاء حاجة بعض النسوة للمال لشراء منهن سعر الغرام الواحد لأجود أنواع الذهب ب3000 دج في شكل ذهب قديم أو "كاسي" والذي يعاد تذويبه وصناعته ثم إعادة بيعه من جديد وقد أرق الارتفاع في أسعار هذا المعدن الخالص أصحاب محلات المجوهرات والزبائن على السواء، إذ كان سببا في عزوف معظم النساء عن ارتداء المجوهرات المصنوعة من الذهب الخالص واستبدالها بتلك المقلدة أو المستوردة من بعض البلدان العربية، على غرار الجماهيرية الليبية التي تبيع الذهب بأسعار معقولة مقارنة بالبلدان الأوروبية . وفي سياق ذي صلة، تستقطب أسواق الذهب الكثير من النساء اللواتي يرغبن في الحصول على الأشكال المختلفة والمغرية المتنوعة، خصوصا مع اقتراب فصل الصيف الذي يتميز بكثرة الأعراس والمناسبات مما يفسح المجال لهن بالتباهي بما حسن مظهره وقل ثمنه، ومن جهتهم أبدى بعض أصحاب محلات الذهب قلقهم من عدم إقبال النساء على اقتناء المعدن النفيس باستثناء البعض منهن اللواتي يسألن عن السعر ثم الانصراف دون رجعة هروبا من لهيب الأسعار، حيث صرح «مصطفى»، وهو صاحب محل لبيع المجوهرات بساحة «أول ماي» أنه مجبر على البيع بالتقسيط للتخلص من كساد البضاعة على خلفية ارتفاع الأسعار، لاسيما أن أسواق الجملة قد قفزت بها الأسعار إلى حدود تجاوزت قدرة العائلات الفقيرة والمتوسطة . يبدو أن هذا الارتفاع في السعر أثار قلق الشباب المقبل على الزواج الذي يجد نفسه بين المطرقة والسندان، حيث يبقى حائرا بين تلبية طلبات العروس من حلي ومجوهرات ثمينة، ومجابهة الغلاء الفاحش فيما يخص أسعار هذه المعادن الخالصة، وهو ما يجبر العديد منهم على تأجيل الزواج وتمديد فترة الخطوبة لسنوات أخرى أو تحمل عناء ومشقة السفر لاقتناء الذهب من مناطق أخرى بأسعار تكون على الأقل معقولة نوعا ما.