تعرف محلات بيع المجوهرات في الآونة الأخيرة ركودا لم تشهده من قبل بعدما سجل سعر الذهب بكل أنواعه خاصة المستورد منه ارتفاعا تجاوز حدود المعقول، والذي أصبح حديث العائلات الجزائرية لاسيما مع اقتراب فصل الصيف موسم الأفراح والمناسبات السعيدة. هذه السنة وخلافا للسنوات الماضية ، يقول رضا صاحب محل لبيع المجوهرات في العاصمة أن محله يعرف إقبالا محتشما من طرف الزبائن خاصة النساء اللواتي لا يستغنين عن هذا الجوهر النفيس باعتبارهن الزبون رقم واحد ، فالارتفاع المحسوس الذي عرفه سعرا لذهب مؤخرا وعدم استقرار أسعاره دفع بالعديد من النسوة إلى العزوف عن اقتنائه رغم كثرة حفلات الخطوبة والزفاف وغيرها من المناسبات العائلية في مثل هذا الوقت من كل سنة ،فقد أصبحنا اليوم يضيف في وضع لا نحسد عليه ،بعدما سجلنا تراجعا في نسبة المبيعات مقارنة مع السنوات الفارطة فغالبية من يقصدن المحل يخرجن مسرعات بمجرد أن يسمعن سعر الغرام الواحد من الذهب . ولنفس السبب برر العديد من المواطنين ضعف إقبالهم على شراء الذهب حيث تقول الحاجة ربيعة والتي تحضر لزفاف ابنتها أن التهاب أسعار الذهب صعب عليها إيجاد ما يتوافق وإمكانياتها المادية فقد كان الذهب النكهة التي تضفي على الأعراس طعما خاصا لما كان في متناول حتى العائلات البسيطة حيث كان سعره قبل ثلاث سنوات لا يتعدي 1800 دج للغرام الواحد لكن غلاؤه اليوم جعلنا نكتفي بالسؤال عن سعره الذي تجاوز 3000دج للغرام وفي غالب الأحيان النظرامام واجهة المحلات وفقط" نشللوا عينينا وخلاص ". ويقول محمد شاب مقبل على الزواج أنه أمام كثرة متطلبات أعراس اليوم يقف الانسان عاجزا نجد أن أسعار الذهب بلغت أعلى مستوياتها مما زاد من لهيب وتكاليف الأعراس التي جعلت الشاب المقبل على الزواج اليوم وكأنه مقبل على اجتياز امتحان تعجيزي . والملفت للإنتباه أن ارتفاع سعر الجوهر النفيس أو المعدن الأصفر كما يحلوا للبعض تسميته والعزوف عن شراء ه قابله إقبال واسع من طرف النسوة على اقتناء المجوهرات المقلدة والتي وجدنا فيها بديلا للهروب من لهيب أسعار المجوهرات المصنوعة من الذهب الخالص،حيث عرفت تجارتها مؤخرا حركية نشطة، من خلال وجود طاولات وخاصة محلات تضاهي في كثير من الأحيان تلك التي تبيع المجوهرات والحلي الأصلية، تفنن أصحابها في عرض مختلف الأنواع والأشكال المغرية فللوهلة الأولى يخيل لقاصدها وكأنه أمام مجوهرات وحلي حقيقية ،حيث تجعله لا يبرح مكانه دون اقتناء مايعجبه خاصة وأنها تباع بأسعار معقولة وفي متناول الجميع وهو ما وقفنا عليه في المركز التجاري بالأربعاء وكذا باش جراح وغيرها من المناطق الأخرى بالعاصمة على غرار ساحة الشهداء والتي تضم مثل هذه المحلات التي تعرف تهافت النساء والفتيات على اقتناء مايعجبهن ليتباهين به في مختلف الأفراح والمناسبات . ومن جهة أخري يقول احد باعة المجوهرات ببلدية براقي المعروفة بتواجد عدد كبير من محلات بيع المجوهرات أنه عندما كان سعر الذهب اقل بكثير مما هو عليه اليوم كانت العديد من النسوة يشترينه عن طريق الدفع بالتقسيط ،فما بالك اليوم وأسعاره بلغت أعلى مستوياتها الأمر الذي دفعنا إلى التخلي عن هذه الطريقة مضيفا أن أسعاره لا تزال غير مستقرة وربما ستعرف ارتفاعا آخر في الأيام القادمة . ومن ناحية أخرى يضيف محدثنا أن محله سجل ارتفاعا من حيث توافد زبائن فضلوا استغلال فرصة ارتفاع أسعارا لذهب لبيع مجوهراتهم المستعملة . وأمام هذه الوضعية يبقى غلاء الذهب يؤرق أصحاب المحلات والمشترين على حد السواء