تخطت أسعار الذهب ببورصة "الدلالة" الأرقام الاعتيادية، مسجلة بذلك ارتفاعا فاحشا لم تشهده من قبل، إذ بلغ سعر الغرام من الذهب الجزائري 2600 دج، فيما تعدى سعر الذهب الإيطالي 2900 دج للغرام، في حين استوى سعر الذهب المكسر "الكاسي" عند 2500 دج. أعاب باعة الذهب الذين التقتهم "الفجر" في السوق الموازية للرويسو بالعاصمة، أمس، الارتفاع الفاحش لهذه المادة مؤخرا، بالرغم من أن ذلك يرفع في حجم أرباحهم، لكنهم ساندوا الزوالي الذي لن يتمكّن من اقتنائه في ظل الغلاء المستمر، وأرجعوا السبب من وراء هذا الارتفاع إلى توقف تدفق الذهب الأجنبي، لا سيما الإيطالي المتداول بكثرة في الأسواق المحلية، والذي وصل سعر الغرام منه إلى 2900 دج عند البيع، فيما يشتريه باعة الدلالة بسعر 2500 إلى 2600 دج للغرام الواحد، في حين بلغ سعر الذهب الجزائري عند الشراء 2300 إلى 2500 دج، وعند البيع يتعدى 2600 دج، أما سعر الذهب المكسر "الكاسي" فيتم بيعه بالسوق الموازية بسعر 2500 دج، فيما يتم اقتناؤه من طرف الباعة بسعر 2300 دج للغرام. وعن سبب الارتفاع الذي تشهده السوق الموازية، اتهم الباعة الموردين الذين عزفوا عن استيراد الذهب من الخارج، حيث تبقى نقطة استفهامهم حول سرّ هذا العزوف، الذي تحول إلى ندرة ارتفعت من خلالها أسعار الذهب عبر بورصة الدلالة. وبالرغم من أن ذلك يرفع في حجم أرباح الباعة، لكنه في المقابل يخفض في نسبة إقبال الزوالية، الذين يلجأون إلى "الدلالة" لاقتناء مجوهرات النساء عند الزواج أو مختلف المناسبات. وأكد لنا من تحدثنا إليهم، أن الإشكال يضرّ بهم كما يضرّ بالمشتري، لأن انخفاض الأسعار يعني كثرة الإقبال على اقتنائه، وإن كان يزيد في عدد المبيعات يوميا، فهو أيضا يساهم اجتماعيا في رفع الغبن عن الزوالية، بحيث إذا كان الزوالي قادرا على اقتناء طقم حلي "بارير" من ذهب فيه أربع قطع بنحو 5 إلى 8 ملايين سنتيم سابقا، فهو غير قادر على اقتنائه اليوم بحوالي 18 مليون سنتيم. وفي هذا يتساءل الباعة عن مصير مستقبل "الدلالة" وسوق الذهب بصفة عامة في الجزائر.