وصف وزير الشؤون الخارجية مراد مدلسي أمس اتهامات المجلس الانتقالي الوطني الليبي بالمناورات التسويفية التي ليست لها أية صلة بالأزمة في هذا البلد، ولم يستبعد «مدلسي» العلاقة بين الوضع في ليبيا والتنقل غير المتحكم فيه للأسلحة والعمليات الإرهابية الأخيرة في تيزي وزو وبومرداس، وبالمقابل قال إنه لا يمكن تأكيدها، ومن جهة أخرى تطرق «مدلسي» مع نظيره الفرنسي إلى الوضع في ليبيا وإلى الاتهامات التي وجهها المجلس الوطني الانتقالي الليبي للجزائر، وأكد أن «جوبي نفسه اعتبر هذه الإشاعات غير صادقة». أكد «مدلسي»، على أمواج القناة الثالثة للإذاعة الوطنية، أنه «سبق للجزائر وأن كذبت على مستوى وزارة الشؤون الخارجية هذه الاتهامات بشكل واضح»، معلقا بالقول «أعربنا عن قناعتنا بشأن هذه الاتهامات التي نعتبرها تسويفية و التي تقوم على أجندات ليست لها صلة بالقضية الليبية فهي أقدم بكثير من الأزمة في ليبيا وهذا أمر واضح». وعن مكالمته الهاتفية التي أجراها يوم الاثنين الماضي مع نظيره الفرنسي «آلان جوبي» قال «مدلسي»، إنها دارت أساسا حول العلاقات الثنائية بين البلدين وسجلنا تقدما لا سيما على صعيد إقامة شراكة صناعية طموحة ومتوازنة في آن واحد، وأشار الوزير إلى أن هذه المكالمة الهاتفية صادفت زيارة وزير الصناعة والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة وترقية الاستثمارات «محمد بن مرادي» إلى باريس حيث التقى «جان بيار رفاران» وزير أول سابق ونائب رئيس مجلس الشيوخ، وقال رئيس الدبلوماسية الجزائرية أنه تطرق مع نظيره الفرنسي إلى الوضع في ليبيا وإلى الاتهامات التي وجهها المجلس الوطني الانتقالي الليبي للجزائر، وأكد أن «جوبي نفسه اعتبر هذه الإشاعات غير صادقة، عندما تطرق إلى المعلومات العشوائية التي تجعل من الجزائر طرفا في النزاع بين الليبيين، في حين أننا لم نختار أبدا طرفا ضد الآخر في هذه الأزمة». من جانب آخر جدد وزير الشؤون الخارجية «مراد مدلسي» موقف الجزائر لصالح حل سياسي للأزمة التي تشهدها ليبيا بقوله إن «الحل السياسي للأزمة التي تشهدها ليبيا هو الحل الذي تقدم به الاتحاد الإفريقي وهو نفسه الذي ترافع عنه الجزائر»، وأضاف قائلا «نعيش اليوم وضعية معقدة للغاية حيث يقاتل الليبيون بعضهم البعض وأن أطرافا أخرى تعمل على أن تتفاقم هذه الحرب»، وتطرق الوزير إلى انعكاسات الوضع في ليبيا على التكتلات الإقليمية، وأوضح أن الاتحاد المغاربي لا يتقدم بالشكل المرجو، لكنه ليس مجمدا ويحقق بعض النتائج المرضية في مجالات الفلاحة والتربية والطاقة، لإنجاح الاتحاد ورهن ذلك بتوحيد الرؤى حول القضية الصحراوية، وأضاف أن إرساء التعاون في المجالات المذكورة قد يطور الأمور لكنه لم يحدد تاريخا محددا لفتح الحدود بين البلدين، وأوضح رئيس الدبلوماسية الجزائرية العدوان الإسرائيلي الأخير على غزة كان له أثره السلبي على مسار الاتحاد من أجل المتوسط. وقال بالنسبة للعلاقة مع الاتحاد الأوروبي أنه من المنتظر مباشرة محادثات مع المحافظ الأوروبي «فولي»، خلال زيارته للجزائر منتصف ماي القادم حول تقييم التعاون بين الجزائر والاتحاد ومناقشة تأجيل التفكيك الجمركي بالنسبة لبعض المواد التي شرع فيها الطرفان منذ أشهر، وأوضح أنها في مراحلها الأخيرة، ووصف الوزير مجهودات تسهيل تنقل الأشخاص ومنح الفيزا ب«غير الكافية»، وقال إنه يوجد كبح في منحها وكذا في تنقل رؤوس الأموال، وأشار «مدلسي» في سياق متعلق بقمة جامعة الدول العربية أنه اتفق على تأخيرها بسبب الأوضاع التي تعيشها عدد من الدول العربية، وقال بوجود رضا عن أداء الجامعة ومحاولة التركيز على الجوانب الموحدة أي التعاون الاقتصادي وتجاوز الاختلافات السياسية، أما عن اقتراح أمين عام خلفا ل«عمرو موسى» أوضح أن «هناك دولتين رشحت اسمين من عندها ونفى ترشيح أي اسم من الجزائر كما أنها لا تساند مرشحا دون آخر»، ووصف مدلسي العلاقات الجزائريةالأمريكية بالجيدة خاصة في مجال التعاون الطاقوي ومكافحة الإرهاب والتجارة، وقال إن التقرير الأخير عن وضعية حقوق الإنسان في الجزائر على عكس ما تداوله البعض سجل تحسنا بالمقارنة مع تقرير السنة الماضية، ودعا إلى مزيد من التقدم وتركيزه على منع التجمعات يعني أنه لا يوجد نقائص غيرها. عبد الجبار تونسي «لا بد من حل سياسي للأزمة في ليبيا»