احترسي .. خطوي بطيء مبعثر ورجلاي بللها المطر . كشريد على مرأى شارع لا ينام، ارتب قلبي واسترجع أنفاسي الممزقة على حافة العمر.. مقرفصا أعد حماقاتي وأشعار حبيبة ذابت خطاها في ليلة يغازلها المطر. كم ساعة تكفي وصول زورق الفرح.. كم ليلة ماطرة تكفي كي تبلل مدن العشق. ... و أنا المترجل من أسفل العمر إلى أعلى خيالاتي، تكبلني خطواتي، ترسمني ظلا مبللا، تهجرني الأحرف في صمت.. في أول بوح يعلنه المطر لليل.. مستريحا.. وحدي أراها المدينة تسوي خمارها، مبللة بمائي.. تنام على صدري كامرأة كلما افتضوها أينعت في كفي فراشة . لا حبر يكفي بياض البوح كحبر القلب .. ولا بحر يشبعه كصدق المطر . كم كنت بعيدا في الرؤى، موغلا في القصيدة.. كم كنت وحيدا لولا غيمة أمطرتني فواصل كفيك .. فيا ليل احرس أحرفي الطريدة.. دفتر هوى: عيناك.. ما جدوى مائي والسواد أعلنك سيدا للخطى والتحاف الأرصفة.. ما جدوى أن تغتسل يداك بي.. ترسمني نشيدها الكواكب.. ها احترسي ظلالي خلف الخطى غيمة حبلى بأحزاني وأخرى ... مبيضّة تبعثها الريح.. احترسي خطوي بطيء نقشي مبعثر على صدري : مطر والليل يتكئ على مجرة الحزن .. مطر والليل يغلف القلب بكرتون حبر مخضب بسواد. مطر والليل مبلل بماء الوجد وأغنيات صبايا توسدن رصيف المدينة.. أتعبهن رقص أسياد بلا نبض .. بلا ذخيرة عشق . مطر يقصص رؤاه.. يغازل شوارع مدينة حبلى بالأجساد الطينية .. رقص كواكب صدر سوتها يداي .. أرحام اغتسلت بمائي، أنجبت قصائد حبلى بشهوة البياض. “لم أرجع وحيدا وحدها عيناك تحرس خطوي والطريق تعبرني إليك .” لا تهربي .. سيدة الوشم الكحلي .. انتسابي للصمت / الدوران .. لا تهربي، المطر أعلن ماؤه رقصها الليلة.. توسدني في الحلم، بلل خطاي، غازل خصلاتي المقسمة بين بياض وسواد.. لا تهربي، سيأتي وجهي إليك وأسراب يمام.. سيأتي حلمي وهودج قصيدة أحرفها سقتها عين الله. لا تهربي، ما عاد يكفي القلب قطع حبل الوصل.. ما عاد يكفي الحلم سيدتي لاشتباك الأيادي وتداخلها الأبدان.