إنه مباشرة بعد إعلان الرئيس الأمريكي القضاء على زعيم تنظيم القاعدة «أسامة بن لادن»؛ حتى بدأت استوديوهات الأفلام في «هوليوود» بالإعداد لفيلم جديد حول مقتل المطلوب رقم واحد في العالم، والأشهر في التاريخ. لكي نفهم جيدا الثقافة الأمريكية التي تحتفل بمقتل الإنسان؛ يجب الغوص قليلا في التاريخ الأنثروبولوجي لأمريكا الشمالية التي كانت ولازالت تستوطنها الكثير من القبائل البدائية من مِثل قبيلة «أناسازي» التي اشتهرت بأكلها للحوم البشر في أجواء احتفائية فولكلورية كبيرة تُميّزها تلك الرقصات العجيبة وسط النيران المشتعلة؛ تلذذا بوجبة عشاء دسمة مطهوة بلحم بني البشر..!! لا تتعجبوا إذن ولا تعيدوا أبدا طرح الأسئلة البدائية المملة؛ من مِثل لماذا هم يتسابقون على تصوير الفظائع والتراجيديات!؟.. إنهم ببساطة متناهية مُمثِلون بارعون بالفطرة الأنثروبولوجية، يصنعون صديقا يصوّرونه بطلا عظيما بخدع سينمائية رهيبة، ثم في مشهد آخر يصوّرونه عدوّا شرسا يهدد الإنسانية بالفناء، ثم يأتي موعد القطاف بأن يقضوا عليه بطرق وحشية «أناسازية» ثم يتلذذوا بأكل لحمه على مائدة الجريمة!! لقد أخطأ «بن لادن» كثيرا في فهم المعادلة الحضارية، ولكنه يبقى بشرا.. ولقد كرّم الله بني البشر/بني آدم وحملهم جميعا في البر والبحر ورزقهم من الطيّبات وفضّلهم على كثير ممن خلق تفضيلا؛ لا أن يُرموا في قعر بحر مالح ملوحة ضمير قبيلة «أناسازي»..!! (مرحبا بكم في حضارة الرقص على الجثث!!).