توالت ردود الفعل الغربية أمس المرحبة بمقتل أسامة بن لادن زعيم تنظيم القاعدة في عملية عسكرية نفذتها قوة أمريكية خاصة في باكستان أول أمس لكنها حذرت من أن القضاء على المطلوب رقم واحد عالميا لا يعني انتهاء هذا التنظيم الذي قد يشرع في عمليات ثأر لمقتل زعيمه. وبلهجة المنتصر أعلن الرئيس الأمريكي بارك اوباما مقتل بن لادن الذي وصفه ب''الإرهابي المسؤول عن مقتل الآلاف من الأبرياء'' وقال إن ''العدالة أخذت مجراها'' داعيا في خطاب ألقاه بالبيت الأبيض إلى توخي الحذر باعتبار أن القاعدة لا تزال تشكل تهديدا للولايات المتحدة. وقد أصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تحذيرا إلى مواطنيها في الخارج بتوخي الحذر خشية تعرضهم لاعتداءات للأخذ بالثأر بعد مقتل بن لادن مشيرة إلى انه سيتم تشديد الحراسة والأمن على سفاراتها في جميع أنحاء العالم. من جانبه حيا الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش الذي فشل في القبض على بن لادن ''حيا أو ميتا'' ما وصفه ب''النصر لأمريكا ولكل الشعوب المحبة للسلام ولكل الذين فقدوا قريبا خلال تفجيرات 11 سبتمبر .''2001 وبالنسبة لرئيس الوزراء البريطاني ديفيد كامرون الذي تعتبر بلاده حليفا رئيسيا للولايات المتحدة في حربها على الإرهاب فقد استقبل خبر مقتل بن لادن ب''ارتياح كبير بالنسبة له ولكل شعوب العالم'' وأضاف أن ذلك ''ليس معناه نهاية تهديد الإرهاب المتطرف''. وقال كامرون ''إن نبأ مقتل بن لادن سيلقى ترحيبا في كافة أرجاء بريطانيا إلا أنه لا يعنى نهاية الخطر الذي نواجهه من المتشددين الإرهابيين لذا لابد من التحلي باليقظة خلال الأسابيع المقبلة''. من جانبها اعتبرت الحكومة الإسبانية مقتل بن لادن ب''خطوة حاسمة'' في مكافحة الإرهاب. وهو الترحيب الذي أبدته فرنسا التي اعتبرت مقتل زعيم تنظيم القاعدة ثمرة ''إصرار الولاياتالمتحدة في القضاء عليه'' ووصفت ذلك بالحدث الهام في المكافحة الدولية للإرهاب. ونفس الموقف عبرت عنه المستشارة الألمانية انجيلا ميركل التي رأت في عملية مقتل زعيم القاعدة بأنه ''نصر لقوات السلام''، بينما وصف رئيس الحكومة الإيطالية سلفيو برليشكوني ذلك بأنه ''نتيجة كبيرة في مكافحة الشر'' في موقف مماثل لذلك الذي أبداه الاتحاد الأوروبي. ولم تخرج ردود فعل باقي الدول الأوروبية على غرار النمسا والدنمارك واليونان والنرويج والبرتغال والسويد وجمهورية التشيك عن مواقف الترحيب مشيرة في الوقت نفسه إلى أن التهديدات الإرهابية لم يتم القضاء عليها بعد. كما رحبت روسيا بما وصفته بالانتصار الهام الذي حققته الولاياتالمتحدة في الحرب على الإرهاب الدولي. أما الفاتيكان فقد اعتبر أنه ''لا يمكن الابتهاج لمقتل إنسان غير أن بن لادن كانت له مسؤولية خطيرة في نشر الانقسام والحزن بين الشعوب''. ولم تخف إسرائيل التي تعد من بين أهم حلفاء الولاياتالمتحدة الأوفياء ابتهاجها لخبر اغتيال بن لادن واعتبرت ذلك ''انتصارا للعدالة والحرية والقيم المشتركة في الدول الديمقراطية والتي حاربت جنبا إلى جنب ضد الإرهاب''. لكن وبقدر الترحيب الذي ميز مواقف الدول الغربية فإن عديد المحللين أبدوا قلقهم من تنامي مشاعر الغضب والثأر لدى الشبكات الجهادية بعد مقتل أسامة بن لادن. وإذا كانت المواقف الغربية الرسمية تطابقت فإن الآلاف من سكان مدينة نيويوركالأمريكية خرجوا أمس إلى الشوارع ابتهاجا بمقتل بن لادن الذي يعتبر مهندس تفجيرات 11 سبتمبر .2001