عادت فضيحة بطاطا الخنازير لتطفو إلى السطح لكن هذه المرة أخذت بعدا دوليا بعدما قامت السلطات اللبنانية باعتقال المورد الكندي، الذي كاد يغرق السوق الوطنية قبل نحو أربع سنوات بأطنان من البطاطا «الفاسدة»، بناء على مذكرة جنائية دولية أصدرتها الحكومة الجزائرية وفقا لما ذكره محامي المتهم. واعتقل الأمن اللبناني المزارع الكندي منذ أكثر من 45 يوما بناء على مذكرة توقيف من «الأنتربول»، حيث كان في مهمة إلى منطقة الشرق الأوسط لتوسيع أسواق تصدير منتجه حين اقتيد إلى الحجز من قبل موظفي الجمارك اللبنانية عند دخوله بيروت منذ 23 مارس الماضي . ونقلت وسائل إعلام كندية أن المورد المدعو «هنك تيبر» حسب ما قال المحامي «رودني جيليس» الذي يدافع عن قضيته، اعتقل بموجب مذكرة جنائية صادرة عن المنظمة الدولية للشرطة الجنائية بطلب من الحكومة الجزائرية على حد زعمه، مضيفا أن «الأنتربول» أصدر مذكرة لتوقيف المتهم بناءً على ادعاء الجزائر بأن المزارع حاول توريد بطاطا عام 2007 إلى الجزائر كانت خطيرة للاستهلاك البشري. وقال المحامي «جيليس» وفق صحيفة «تلغراف جورنال» الكندية أن الجزائر تتهم الجاني منذ أكتوبر 2007 بتزوير شهادة فحص الأغذية الكندية ليحاول على إثرها تصدير البطاطا إليها، واعتقل ضباط لبنانيون «تيبر» عندما دخل البلاد قبل شهرين وقال المحامي أن السلطات الجزائرية تأمل في تسليمه الآن، مشيرا إلى «كون الجزائر لديها قواعد خاصة لاستيراد البطاطا التي تتطلب شحنات من البطاطا تكون خالية من ملوثات معينة تضر بصحة المواطنين»، يضيف جيليس، الذي رافع عن موكله، حينما أكد تورط أحد الجزائريين في تزوير وثيقة الوكالة الكندية المطابقة لصحة المستهلك. وانتقد المحامي عدم مساعدة المسئولين الكنديين المورد إلا قلة منهم فمنذ اعتقاله من قبل السلطات اللبنانية تلقى اتصالات من أعضاء مقاطعة «نيو برونزويك» في البرلمان التي يقطن بها المتهم لكن المتحدثة باسم وزارة الخارجية الكندية «كاثرين كودبوت» نفت ذلك وكشفت عن إجراء اتصالات مع مسؤولين جزائريين ولبنانين لتأمين عودة آمنة للمورد الكندي، مؤكدة في ذات الوقت طلب التحدث مع مسؤولين من المنظمة الدولية للشرطة الجنائية الذي قوبل بالرفض، فيما توجهت بالعديد من الطلبات للتفاوض إلى كل من السلطات اللبنانية والجزائرية لكنها لم تلق ردا إلى حد الآن مفضلة التواصل مع المسؤولين في بيروت، على حد قولها. يذكر أن أطوار محاكمة المستورد الجزائري وابنه في استيراد بطاطا «فاسدة» أو فيما عرف قبل أربع سنوات بفضيحة «بطاطا الخنازير» بتاريخ 19 أكتوبر 2008 أثبتت أن الجزائر كانت على وشك كارثة استهلاكية لو تم استيراد 300 طن من مجمل 3800 طن مستوردة من كندا .