إنّ «دور الفنانين مهم جدا في إصلاح المجتمع وتوعيته وضرورة عكس الواقع كما هو في أعمالهم للمساعدة على حل المشكلات». والتصريح للرئيس السوري بشار الأسد. هيا بنا نحلل قول السيد «الأسد»، سنجده يحمل روحا تايلورية ترى أنّ الفن جزء لا يتجزأ من الثقافة؛ التي يرى «مالينوفسكي» أن دورها هو إيجاد حلول للمآزق التي تواجه المجتمعات البشرية، وهذا الذي يراه أيضا «غوستان فون غرونيوم». إذن السيد «الأسد» محق في دعوته الفنانين إلى لعب دورهم على أكمل وجه، لأنه عرف «جيدا» أنهم سلاّح فعّال يمكن استخدامه في اللحظات الصعبة التي تمر بها المجتمعات...ولكن...!؟ أين كان السيد الأسد ومن ورائه كل حاكم (عربي أو أعجمي) يعيش لحظات تاريخية صعبة؟ أين كان ذلك الحاكم لمّا كان الفنان يستجدي الناس إعطاءه دراهم معدودة يعيل بها عصافيره الصغيرة؟ أين كان «الأسد» لمّا كان السجّان يعذب البلابل والعنادل في أقفاص الحقد الكريهة؟ أين كان لمّا كان الانتماء للفن وللثقافة تهمة.. فجنون.. فسجون باسم القانون طبعا.. أين كان السيد الأسد ومن ورائه كل حاكم عرف متأخرا أنّ للفنون عيونا زرقاء جميلة يمكن مغازلتها واستدراجها لأهداف غير نبيلة/غير بريئة أبدا.. إن الذي جنى على الأمة العربية، هو التغييب الذي طال الفنان المثقف الشريف النزيه، وهو كذلك «التعليب» في قوالب سياسية جاهزة تنظر للمثقف على أنه بهلوان، وعلى أنه صمام أمان لأزمات زلزالية قد تكون..ستكون.. لننجح نقول: (خير جليس في الحكم مثقّف فنان).