تثير موجة الجفاف التي تجتاح دول الاتحاد الأوروبي، خاصة فرنسا أكبر منتج للقمح في الاتحاد، مخاوف من ارتفاع أسعار الحبوب وخلق مشاكل وصعوبات في بلدان شمال إفريقيا المستوردة للحبوب، ويتفق الخبراء على أن موجة الجفاف التي تجتاح أوروبا، خاصة فرنسا أكبر منتج للحبوب في الاتحاد الأوروبي، تثير مخاوف حول أسعار الحبوب (في أوروبا) وتطرح تساؤلات بشأن أمن بلدان شمال إفريقيا الغذائي. في هذا الصدد أكد «رونو دو كيربواسون» مدير شركة «العرض والطلب في مجال الزراعة» والاختصاصي في إدارة مخاطر أسعار المواد الزراعية الأولية أن ظاهرة الجفاف التي تشهدها أوروبا وفي مقدمتها فرنسا ستكون لها انعكاسات مباشرة على الإنتاج الزراعي الفرنسي لاسيما إنتاج الحبوب الذي من المتوقع أن يهبط إلى 7 ملايين طن في 2011، بعد أن كان 12 مليون طن في 2010، مشيرا إلى أن هذه الإحصاءات مقلقة لأن إنتاجية 2011 المتوقعة ستكون في نفس مستوى العام 1976 الذي عرفت خلاله القارة الأوروبية أكبر حالة جفاف في القرن العشرين، وستكون لظاهرة الجفاف هذه انعكاسات مباشرة على أسعار الحبوب التي هي أصلا مرتفعة جدا . وفي سياق متصل أكد ذات المتحدث أن من سيتأثر بارتفاع أسعار الحبوب الأوروبية، هي ليبيا والجزائر والمغرب وتونس لأنها تستورد من أوروبا 21 مليون طنا من الحبوب سنويا، منها 10 ملايين طن من السوق الفرنسية، وأضاف أن بلدان شمال إفريقيا تحتضن مخاطر الأزمة الغذائية، وما يزيد من شدة الخطر أنها لا تستطيع التوجه نحو أسواق أخرى غير السوق الأوروبية لتلبية احتياجاتها الغذائية، فأوكرانيا مثلا لديها حبوب لكن نوعيتها رديئة فيما روسيا لم ترفع بعد حظرها على الصادرات، زد على ذلك ارتفاع أسعار الحبوب، فبلدان شمال أفريقيا مرشحة في الأشهر المقبلة للتعرض مجددا إلى الاحتجاجات والضغوط الاجتماعية جراء هذه الأزمة الغذائية المتوقعة.