كشف نور الدين كحال المدير العام للديوان الوطني لمهنيي الحبوب أن الجزائر راضية عن مستوى مخزوناتها الحالية من الحبوب، بعد أن تمكن الديوان الوطني من تأمين الاحتياجات المحلية من الحبوب باستيراد كميات كبيرة من القمح خلال الأسابيع القليلة المنصرمة، في محاولة منه لاستباق ارتفاع الأسعار العالمية. وأكد المسؤول عن قطاع الحبوب في الجزائر أمس في تصريح لوكالة رويترز للأنباء أن الجزائر تملك حاليا مخزونا كبيرا من الحبوب، حيث اشترت 75ر1 مليون طن من قمح اللين وما يقارب 800 ألف طن من القمح الصلب في الشهور الستة الماضية، من خلال صفقات مختلفة مع أهم البلدان المنتجة لهذه المواد، وذلك بغرض تأمين إمدادات الغذاء اللازمة، لمواجهة الاحتجاجات الاجتماعية المتعلقة بارتفاع أسعار المواد الغذائية واسعة الاستهلاك على المستويين الوطني والإقليمي. وأشار نور الدين كحال حسبما جاء في التصريح إلى أن الجزائر اشترت كميات ضخمة من القمح بنوعيه اللين والصلب، لأن أسعار الحبوب ستواصل الارتفاع على مستوى البورصات والأسواق العالمية، لتصل إلى ذروتها بحلول شهر جوان المقبل، أي مع منتصف السنة الجارية. وتابع المدير العام للديوان الوطني لمهنيي الحبوب يقول إن الجزائر قررت إعادة بناء مخزوناتها من الحبوب، ولا تشعر بضغوط الآن تجاه توفر المخزون أو أي ارتفاعات فجائية في الأسعار، مضيفا أن الطلب على الحبوب مرتفع وسيستمر كذلك خلال الشهور القليلة المقبلة. ويتوقع حسب الأرقام التي أصدرها المجلس العالمي للحبوب أن تكون الجزائر رابع أكبر مستورد للحبوب عبر العالم بعد كل من الاتحاد الأوروبي والبرازيل ومصر، حيث حطمت واردات العام الماضي الرقم القياسي ببلوغها 35ر6 ملايين طن بقيمة 12ر3 مليار دولار، مقابل 85ر4 ملايين طن بقيمة 39ر1 مليار خلال العام .2007 ويرجع ارتفاع حجم الواردات من القمح يعود بالأساس إلى تقلص الإنتاج المحلي نتيجة الجفاف الذي اجتاح مساحات واسعة مخصصة لزراعة القمح خاصة في مناطق الهضاب العليا، إضافة إلى الجفاف الذي تسبب بدوره في ارتفاع فاتورة استيراد أنواع الحبوب الأخرى على غرار الذرى.