عرضت فرقة "المصراوية " التابعة لمسرح الهواة بالجمعيات الثقافية المصرية في إطار الدورة ال14 لمهرجان مسرح الهواة الذي تجري فعالياته تحت شعار"ربيع الثورة " آخر أعمالها "جميلة بوحيرد" بمسرح الطليعة بالقاهرة. وقد اختار خالد العيسوى مخرج المسرحية ورئيس الفرقة تقديم هذا العمل "تحية و تكريما " للبطلة المجاهدة جميلة بوحيرد بمناسبة هذا المهرجان الذي يحتفي بالثورة والشباب والإبداع وقد استعرضت المسرحية بلغة شعرية متألقة كفاح جميلة ومعاناتها في السجن والتعذيب الذي تعرضت له على أيدي جنود المستعمر. و قدمت المسرحية صورة عن كفاح وتضحيات الشعب لجزائري ومعاناته من اجل استرجاع حريته وسيادته من خلال "جميلة" الشابة التي ضحت بكل شئ من اجل القضية التي آمنت بها و تبنتها و ناضلت من اجلها ألا و هي استقلال الوطن ودحر المستعمر المغتصب للأرض وللعباد. وتمكنت الممثلة الصاعدة مي عبد الرازق من تقمص شخصية جميلة وأدائها على الركح بكثير من القناعة ونجحت على مدى 90 دقيقة من السيطرة على عقول الجمهور الذي اكتظت به قاعة العرض وراح عدد كبير يتابع العرض واقفا. وصرحت مي لوسائل إعلامية أنها كانت معجبة بشخصية جميلة التي اكتشفت نضالها وما عانته في سجون المستعمر وحملة التضامن التي أثارتها قضيتها عبر العالم من خلال الكتاب المدرسي وهي سعيدة اليوم بالوقوف على الركح لتقديم هذه الشخصية المتميزة. وقالت " قرأت كثيرا عنها و حاولت أن أكون قريبة من شخصيتها حتى أكون إلى حد كبير صادقة في تقديمها وأن يكون أدائي جدير بقيمة هذه المرأة العظيمة ". وعمد المخرج إلى إدخال بعض التجديد على النص الذي كتبه عبد الرحمان الشرقاوي سنة 1958 وإسقاطه على الوضع الحالي وذلك بغية شد المشاهد طيلة العرض. فقام بتقليص مدة المسرحية التي كانت 3 ساعات إلى النصف للحفاظ على عامل الفرجة والتواصل مع المشاهد والاستمتاع بجمال لغة لحوار و هي لغتها الشعرية وأيضا لكسر الروتين. كما قام أيضا بملء الفضاء بعدد كبير من الممثلين وتكثيف الحركية. إلا أن بعض النقاد أعابوا عليه ذلك حيث اعتبر الناقد عمر داورة أن تواجد عدد كبير من الممثلين فوق الركح يجعل المخرج يركز أكثر على تحضير الممثلين الرئيسين على حساب الباقي و يمكن كما قال لممثل واحد مهما كان دوره قصيرا وبسيطا أن يسقط العرض. ورغم بعض النقائص فان الأداء كان في القمة وخلق تواصلا وتجاوب مع المتلقين .