فتحت قوات الشرطة والدرك بولاية عنابة، سلسلة من التحقيقات الميدانية المعمقة في إطار مساعيها الرامية إلى وقف نشاط عصابات النفايات الحديدية، التي قامت في غضون الأسابيع القليلة الفارطة بعمليات اسهتدفت شبكات الهاتف وخطوط السكة الحديدية، مما كبد اتصالات الجزائر، والشركة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية خسائر إجمالية فاقت قيمتها 35 مليار سنتيم. أمر قاضي التحقيق لدى محكمة عنابة الابتدائية بفتح تحقيقات معمقة عقب سماعه لأفراد الشبكة التي سقطت في قبضة الجهات الأمنية أواخر شهر ماي المنصرم، لأن العصابة كانت بصدد تهريب كمية معتبرة من النفايات الحديدية، أغلبها من النحاس، حيث قام أفراد الشبكة بسرقة قناطير من المواد النحاسية والنفايات الحديدية، ونقلها على متن شاحنتين، لكن تم اكتشاف العملية بعد توقيف الشاحنتين على مستوى الحاجز الأمني المنصوب عند مدخل قرية وادي زياد التابعة إداريا لبلدية وادي العنب، إذ أن التحريات المعمقة مع السائقين مكنت من اكتشاف ورشة سرية لصهر النحاس المسروق، فضلا عن التلميح لوجود شبكات تنشط على الصعيد الجهوي وفي مجال استرجاع النفايات الحديدية، وكذا الخردوات. هذا وتعد اتصالات الجزائر من أكبر ضحايا هذه العصابات بدليل أن المديرية الجهوية بعنابة سجلت خلال السنة الماضية 321 عملية سرقة للكوابل الهاتفية من طرف مجهولين، تجري التحريات للقبض عليهم، حيث تم الاستيلاء على 97 كيلومترا من الكوابل الهاتفية، على مستوى عدة أحياء حضرية وبلديات مجاورة، خاصة أحياء 11 ديسمبر، الصفصاف، بوزراد حسين والجسر الأبيض ببلدية عنابة وكذا المنطقة الصناعية بضاحية الشعيبة بسيدي عمار. وقد بيّنت عناصر التحقيق اعتماد هذه العصابات على عتاد متطور للقيام بعمليات حفر وسحب أكثر من ثلاثة كيلومترات من الكوابل الهاتفية، كما قام أفراد هذه الشبكات بتخريب مراكز الربط الإسمنتية على مستوى بلديتي عنابة وسيدي عمار لتسهيل عملية سحب الكوابل. وكان المدير الإقليمي لاتصالات الجزائر قد صرّح بأن إعادة ربط الشبكات المتضررة كلّف المؤسسة أموالا طائلة، حيث فاقت قيمة مسروقات الشبكات الهاتفية، خلال السنة الماضية، 7 ملايير سنتيم، منها خمسة ملايير سنتيم كأضرار شملت الشبكة الهاتفية بولاية عنابة، تليها ولاية تبسة بخسارة فاقت 800 مليون سنتيم. إلى جانب ذلك، أفادت تقارير المديرية الجهوية للمؤسسة الوطنية للنقل بالسكك الحديدية أن خسائرها بلغت عشرة ملايير سنتيم.