تزايدت حدّة الخلافات داخل نقابة المؤسسة العمومية للتلفزيون رغم انتخاب أمين عام جديد لها قبل أيام، ويعود السبب بالأساس إلى احتجاج ممثلي قسم الإنتاج والقناة الثالثة والقنوات الموضوعاتية على الإقصاء الذي طالهم من عضوية المكتب خلافا لما تمّ الاتفاق عليه قبل بداية الانتخابات، وتوعّدوا بنشر الغسيل في انتخابات المكتب الوطني المقرّرة خلال الأيام المقبلة. أفادت مصادر نقابية من مبنى المؤسسة العمومية للتلفزيون أن الأمين العام الجديد لنقابة العمال، الصحفي والمسؤول بالقناة الأرضية «جمال معافة»، يواجه الكثير من الانتقادات على الرغم من أن فترة انتخابه على رأس هذه النقابة قصيرة جدّا، ويرجع الأمر إلى العريضة التي رفعها الممثلون النقابيون عن قناتي «الأمازيغية» و«القرآن الكريم» إلى جانب «الجزائرية الثالثة» و«كنال ألجيري» على خلفية إبعادهم المبرمج من عضوية المكتب. واستندت مصادرنا في تشخصيها للخلافات الحاصلة داخل نقابة التلفزيون إلى ما أسمته «الإقصاء» وعدم احترام مبدأ «الكوطة» المتفق عليه منذ البداية، وأوضحت في هذا السياق أن تمثيل القناة الأرضية من حيث عدد النقابيين يقدّر ب 8 أعضاء، فيما استفادت «كنال ألجيري» من عضوين وهي نفس الحصة بالنسبة لكل من قسم الإنتاج و«الجزائرية الثالثة» و«القناة الرابعة» الناطقة بالأمازيغية، فيما يقتصر تمثيل قناة «القرآن الكريم» على عضو نقابي واحد. وبناء على ذلك أشارت الجهات التي تحدّثت إلى «الأيام» إلى أن المشاكل بدأت تظهر عند الإعلان عن تشكيلة مكتب نقابة المؤسسة، حيث تمسّك ممثلو القنوات الموضوعاتية ومعهم قناة «الجزائرية الثالثة» بضرورة أن يتم احترام نظام الحصص في عضوية المكتب المشكّل من سبعة أعضاء، وهو الأمر الذي لم يتم أخذه في الحسبان من طرف أمين عام النقابة الجديد الذي ذهب إلى اعتماد مبدأ الانتخاب وهو ما يعني ميل الكفة لصالح ممثلي القناة الأرضية التي ينتمي إليها «جمال معافة». ولذلك فقد اتهم النقابيون، الذين قرّروا الانسحاب بشكل جماعي، ممثلي القناة الأرضية ب«فقدان الشرعية»، لأن الاحتكام إلى الانتخاب انتهى إلى تعيين 5 أعضاء من هذه القناة إلى جانب ممثلة عن قناة «كنال ألجيري» إضافة إلى منصب الأمين العام المنتمي أصلا إلى القناة الأرضية، فيما غاب التمثيل نهائيا عن باقي القنوات الأخرى، وذهبت المصادر التي أوردت هذه المعلومات إلى حدّ التأكيد بأن هناك «سياسة الكيل بمكيالين على مستوى النقابة»، وقالت إنها لن تسكت عن «التجاوزات التي حصلت وعن الإقصاء الممارس ضدّنا». واستفيد في هذا الشأن بأن المطلوب هو «التمثيل العادل لكل القنوات» في عضوية مكتب النقابة، وتوقعت مصادرنا أن تكون انتخابات المكتب الوطني المرتقبة خلال الفترة المقبلة «أكثر سخونة»، حيث ستعرف مشاركة ممثلين عن المحطات الجهوية في كل من وهران وقسنطينية وورقلة، وهو ما دفع بها إلى توجيه الدعوة إلى ضرورة الأخذ في الحسبان بهذا الجانب تفاديا لأي تصعيد قد لا يخدم مصالح عمال وموظفي مؤسسة بحجم التلفزيون.