قدمت مصالح الأمن مؤخرا أرقاما مرعبة حول قضايا تهريب المخدرات خاصة بعد انتقال الظاهرة من المناطق الحدودية الشرقية والغربية إلى المدن الداخلية، وأشارت تقارير مصالح الدرك والأمن الوطني إن بارونات تهريب المخدرات حوّلوا وجهتهم إلى الجنوب أين أقاموا تحالفات مع تنظيم القاعدة في الساحل وعصابات إجرامية أُنشأت بهدف حماية بارونات المخدرات وتأمين الطريق أمامهم. تشير المعطيات المستقاة من التقارير التي تم إعدادها في هذا الشأن من طرف جهازي الدرك ومصالح الأمن الوطنيين، أنه تم تسجيل أكثر من 500 قضية تهريب للمخدرات عبر الجنوب الجزائري نهاية سنة 2010 وبداية سنة 2011، وتمت معالجة أغلب القضايا عبر الحدود الجزائرية الموريتانية والليبية، ونجم عن عمليات مكافحة التهريب حوادث قتل راح ضحيتها عناصر من الدرك الوطني ومصالح الأمن والجمارك، مثلما حدث خلال الأشهر القليلة الماضية عبر الحدود الجزائرية الموريتانية، أين حاول المهربون تمرير 22 طنا من المخدرات، حيث أدى اشتباك عنيف إلى قتل دركيين وعناصر من الجمارك، كما أسفرت العملية عن حجز الكمية السالفة الذكر. كما تتحدث تقارير مصالح أجهزة الأمن المختصة أن عمليات تهريب المخدرات عرفت ارتفاعا ملحوظا خلال الفترة الأخيرة، حيث تم معالجة 147 قضية بالجنوب الجزائري أين أضحى بارونات تهريب المخدرات يشكلون قوة لا يستهان بها من خلال تسلحهم بشتى أنواع العتاد الحربي إضافة إلى امتلاكهم لأجهزة اتصال متطورة واعتمادهم على بعض سكان الصحراء وهو ما يصعب من اقتفاء أثرهم . وفي هذا السياق يقول مصدر من القيادة العامة للدرك الوطني أن وحدات الدرك في مواجهة مفتوحة مع المهربين لا حدود لها، خاصة مع انفلات الأوضاع الأمنية في ليبيا ويروي في هذا الصدد تنفيذ وحداته لعملية مهمة في الأشهر القليلة الماضية بحاسي زغدو بولاية بشار وهي عملية تعدّ الأكبر منذ سنوات، تتمثل في إحباط محالة تهريب ما يقارب 98 طنا من الكيف المعالج عبر إقليمبشار قادمة من المغرب عن طريق 22 سيارة من نوع «تويوتا ستايشن»، يقودها مهربون دخلوا في اشتباك مسلح مع رفقة حرس الحدود الذين نجحوا في تعطيل 4 سيارات والعثور بداخلهما على أسلحة نارية حربية وذخيرة ومخدرات. وببشار دائما تحدث المصدر عن نجاح مجموعات حرس الحدود في إفشال إحدى أكبر محاولات تمويل للجماعات الإرهابية من طرف شبكات تهريب المخدرات، حيث تمكنت ذات المصالح بحاسي خبي من حجز عربتي ستايشن على متنها 3.5 طنا من الكيف وأسلحة نصف ثقيلة منها رشاشان «أف أم» ورشاش كلاشينكوف وذخيرة ومنظار عسكري، فيما لاذ المهربون في حدود العاشرة صباحا بالفرار باتجاه المغرب .