انطلقت أمس من مطار هواري بومدين بالعاصمة قافلة الإغاثة الإنسانية الجزائرية التي تتضمن ألف طن من المواد الغذائية بقيمة عشرين مليون دينار باتجاه الصومال، وحسب رئيس القافلة «نصر الدين شعلان» فإن وفد القافلة المكون من 11 عضوا سيتوجه في بادئ الأمر إلى مصر ليستأنف الرحلة نحو كينيا، حيث سيتم اقتناء المواد الغذائية الموجهة للشعب الصومالي الذي يعيش أزمة خطيرة . وتتضمن قائمة المساعدات سكرا وزيتا وأرز وحليبا للأطفال على أن تتبع العملية بعمليات أخرى، كما يعتزم القائمون على المبادرة دراسة مشروع بناء مائة بئر بالصومال لتوفير المياه للمتضررين من أزمة الجفاف الحادة، وذلك بالتنسيق مع منظمة التعاون الإسلامي. وكانت الحكومة الجزائرية منحت بقرار من رئيس الجمهورية «عبد العزيز بوتفليقة» مساعدة إنسانية بقيمة عشرة ملايين دولار لبلدان القرن الإفريقي التي تعاني المجاعة، وجاء في بيان وزارة الخارجية في هذا الخصوص أن الحكومة الجزائرية منحت مساعدة إنسانية لأوغندا وإثيوبيا وكينيا وإريتريا والصومال التي يعاني سكانها من المجاعة والتي تهدد بقاءهم على قيد الحياة بسبب الجفاف الذي يمس المنطقة. وأكدت الوزارة أن «هذه المساعدة التي تعد تعبيرا عن تضامن الجزائر التقليدي والفعلي تجاه قارتنا تتكون من مواد غذائية وصيدلانية وكذا خيم»، وذكر البيان أيضا أنه سيتم تجنيد الوسائل الضرورية حتى يتم تجسيد هذه العملية التضامنية العاجلة في ظروف حسنة وإيصال المساعدة الإنسانية إلى المستفيدين منها في أقرب الآجال . حذّرت الأممالمتحدة أول أمس من خطر انتشار وباء الكوليرا في الصومال بعد وفاة 181 شخصاً على الأقل بالمرض في أحد مستشفيات مقديشو هذا العام، وقالت إن المرض يمكن أن ينتشر بسرعة مع فرار الآلاف من المجاعة في الجنوب، وقال مايكل ياو مستشار الصحة العامة في منظمة الصحة العالمية «إن المخاوف هنا تكمن في الحالات الأساسية من الإصابة بالكوليرا، وهي مرتبطة بالماء والنظافة، وحركة النزوح تزيد من خطر انتشار المرض، ونحن نخشى ذلك». وحسب أرقام منظمة الصحة العالمية فقد تم الإبلاغ عن نحو 4272 حالة من الإصابة بالإسهال الحاد في أحد مستشفيات مقديشو منذ بداية العام، كما توفي 181 بسبب المرض وهو أكثر «بمرتين أو ثلاث مرات» مما تم الإبلاغ عنه قبل عام، وقالت المنظمة إن نصف ضحايا المرض كانوا من الأطفال الذين تقل أعمارهم عن العامين. وحذرت الأممالمتحدة كذلك من أن نقص التمويل بدأ يحد من وصول المساعدات الإنسانية، وذكرت «إليزابيث بايرز» المتحدثة باسم مكتب الأممالمتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية أن نحو نصف الأشخاص المستهدفين بالمساعدات الغذائية في إثيوبيا وعددهم 4.56 مليون شخص سيحصلون على نصف الحصص الغذائية بسبب نقص التمويل، وقالت «نحن نقرع أجراس الخطر، نحتاج إلى هذا التمويل»، وأوضحت أنه «بسبب نقص التمويل وصعوبة التوزيع، فإن هذه الحصص غير مكتملة»، مضيفة أن سد هذا النقص يتطلب نحو 18 مليون دولار. وووفقا لأحدث أرقام الأممالمتحدة فلم يتم تسلم سوى 48 بالمائة فقط من الأموال المطلوبة للمساعدات الإنسانية لنحو 12.4 ملايين شخص في القرن الإفريقي وقدرها 2.4 مليار دولار.