لم يقتصر مشكل غلاء الأسعار منذ حلول شهر رمضان الكريم على الخصر والفواكه والمواد الاستهلاكية وحده، بل امتد ليشمل ملابس الأطفال وهو ما عكر صفو حياة أرباب العائلات الذين وجدوا أنفسهم في مأزق كبير، ولا خيارات أمامهم إلا بإرضاء أبنائهم، أمام اقتراب حلول عيد الفطر المبارك والدخول المدرسي. في كل الأحوال فإن المهم عندهم هو أن يجد أبنائهم ما يلبسونه أيام العيد وحين العودة إلى مقاعد الدراسة برضا كبير بعيدا عن التشاؤم والحزن من عدم تمكنهم من ابتياع ما يرغبون فيه، وذلك بعد أن فرغت جيوب أبائهم من الدنانير والأوراق المالية التي كانوا يدخرونها لمثل هذه المناسبات. في سياق موازي أصبحت محلات بيع الملابس هذه الأيام بالذات تشهد اكتظاظا كبيرا من قبل جموع العائلات، هذه الأخيرة التي جاءت مصطحبة لأبنائها لأجل شراء ما يحتاجونه من لباس ومآزر وأحذية وما شابه، لكن كما أفادت إحدى السيدات ل"الأيام": "إن لهيب الأسعار جعلت العيون بصيرة والأيادي قصيرة، ما يلاحظ هو ارتفاع أسعار الملابس بنسبة 30 إلى 50 بالمائة مقارنة مع ما كان مسجلا قبل رمضان"، وهو الواقع الذي استهجنه المتسوقون الذين يأملون في تحرك الجهات الوصية من أجل الحد من جشع بعض التجار الذين يبقى همهم الوحيد في كل هذا هو تحقيق أكبر هوامش الربح على حسبا المغلوب على أمرهم. الغلاء مرده ارتفاع الأسعار في سوق الجملة من جهتهم أكد العديد من تجار الملابس والأقمشة أن الأسعار عرفت الارتفاع منذ اليوم الأول من رمضان على مستوى أسواق الجملة، وتجار هذه الأخيرة أوعزا هذا الغلاء إلى ارتفاع المواد الأولية على مستوى الأسواق العالمية خاصة تلك المستوردة من أوروبا وتركيا وبعض البلدان الآسيوية، ما يعني على حد تعبيرهم أنهم الأمر مرتبط بقانون العرض والطلب، أما الملابس التي تصنع محليا فأسعارها أقل من تلك المستوردة، ذلك أنها تبقى دون المستوى المطلوب، خاصة أن جيل هذا الزمان يطلبون دوما كل ما يتماشى مع الموضة والعصر، وهذه الأمور قد تكلف الأولياء مصاريف إضافية وتجعلهم في حيرة من أمرهم، في مقابل ذلك تبقى غايات هؤلاء التجار رواج سلعتهم وجني الأرباح المنتظرة في مثل هذه المناسبات بالذات. الدعوة إلى رفع منحة التمدرس خرجت العائلات الفقيرة والمعوزة عن صمتها، واعتبرت أن منحة رئيس الجمهورية المقدرة ب3000 دينار لم تعد تساوي شيئا أمام ظاهرة الغلاء الفاحش الذي تعرفه الأسواق إجمالا، لهذا تأمل أن يعاد النظر فيها ورفعا إلى مستوى يكفل تلبية القدر اليسير من متطلبات الأبناء الذين يستعدون للدخول المدرسي قريبا، مع دعوة القائمين على العملية التعجيل في توزيعها على مستحقيها في أقرب الآجال وذلك من أجل ضمان اقتناء مستلزمات الدراسة من ألبسة ومآزر وغيرها لأبنائهم.