التزم وزير التعليم العالي والبحث العلمي، «رشيد حراوبية»، بتسليم عدد معتبر من السكنات الموجهة لفائدة أساتذة الجامعات خلال المرحلة المقبلة، وقال إن قطاع بصدد استلام وتسليم جزء منها، فيما تعهّد من جانب آخر بان يكون الدخول الجامعي المقبل هادئا، داعيا الأسرة الجامعية إلى التحلي ب «العقلانية» من خلال مناقشة كافة المشاكل عبر أسلوب الحوار بين مختلف الفاعلين. أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي أن مصالحه بصدد استلام وتسليم جزء من السكنات التي رصدت لصالح الأساتذة الجامعيين والمقدرة في مجملها بحوالي 10 آلاف وحدة سكنية معظمها سكنات فردية، وهي رسالة تطمين من الوزير تؤكد وفاء دائرته الوزارية بالالتزامات التي قطعتها أمام نقابات القطاع في السنوات الأخيرة، وقد كان هذا الملف من بين المسائل التي دفعت نقابة «الكناس» إلى شلّ مؤسسات التعليم العالي في فترة من الفترات. وتحدث «حراوبية» ضمن الحصة الإذاعية «ضيف الأولى» عن الجانب النوعي بالنسبة للتكوين الجامعي، حيث أشار إلى أن الجامعة الجزائرية تمكنت في إطار المخططين الخماسي الأول والثاني من توفير مقاعد بيداغوجية ضعف ما تم بناءه منذ الاستقلال إلى غاية سنة 1999. وفيما يتصل بالجانب البشري فقد ألمح إلى أنه تم اتخاذ كل الإجراءات من أجل التكفل بوضع كل ما يسمح للتأطير أن يتقدم، مؤكدا توفير كل المعطيات «لتكون الجامعة الجزائرية في مصاف الجامعات الدولية». كما التزم بمواصلة الجهد بهدف تكييف الشهادات مع متطلبات سوق الشغل في إطار الإصلاح الجامعي وكذا العمل على إشراك الباحث الجزائري في تكريس العلم والمعرفة وتكييف مجموعة من التكوينات وسوق الشغل حيث أصبح القطاع الاقتصادي والاجتماعي يشارك في وضع الشهادات ذات البعد المهني من خلال طرح الانشغالات والوظائف التي يريد أن يتمرّس فيها الطالب حتى يكون بعد خروجه من الجامعة جاهزا للشغل. وعند خوضه في ملف المدارس العليا التي أصبح عليها الطلب كبيرا، أفاد وزير التعليم العالي بأنها ستستقبل الدفعة الأولى خلال الدخول الجامعي القادم 2011-2012، مشيرا إلى أنه تم تحديد مجموعة من الآليات الخاصة لتنظيم هذه المدارس وإعطاء الفرص الكافية، حسبه، لأصحاب الكفاءات العليا، مبرزا أن هذه المدارس ستستقبل الطلبة الذين درسوا السنتين التحضيريتين ليقوموا بعدها بمسابقة الالتحاق بها. وفيما يخص احتجاجات طلبة الصيدلة وجراحو الأسنان حول إعادة تسمية الشهادات، شرح «رشيد حراوبية» أن هذا الانشغال تم التكفل به علميا وبيداغوجيا من أجل الوصول إلى شهادة معترف بها دوليا، وأشار المتحدث في هذا الصدد إلى أنه تم إضافة سنة للصيدلة وسنة لطب الأسنان لتصبح ست سنوات للاختصاصين. وكان وزير التعليم العالي قد أكد في وقت سابق على أن كل المطالب البيداغوجية لمكونات الأسرة الجامعية «تم التكفل بها والاستجابة لها» سواء خلال الندوة الوطنية أو من خلال اللجان المختصة التي جرى تنصيبها لدراسة مختلف الانشغالات المرفوعة، مشددا على ضرورة معالجة كل مشكل قد يطرح في هذا الإطار «بموضوعية وعقلانية». وأضاف خلال نزوله ضيفا على الحصة التلفزيونية «ضيف الأخبار» بأن الاضطرابات الأخيرة التي شهدتها بعض الجامعات «لم تنحصر فقط في المطالب البيداغوجية»، مشيرا إلى أنه من بين الأسباب التي أدت إلى هذه الاحتجاجات الإشاعات التي انتشرت آنذاك في أوساط الطلبة حول حذف بعض الشهادات وتعويضها بشهادة مثقف وهو الأمر الذي وصفه ب «غير المعقول». ولذلك جدّد الوزير دعوته إلى ضرورة «التحلي بالوعي على كل المستويات حتى لا تنطلي مثل هذه الإشاعات على الطلبة»، مضيفا بخصوص الدخول الجامعي المقبل بأنه يأمل في أن يكون هادئا، وقال بهذا الشأن «القطاع بكل ما له من طاقات إلى أن يكون الدخول على ما يرام». وفي رده على سؤال يتعلق بترتيب الجامعات الجزائرية على المستوى العالمي أفاد ذات المسؤول «نحن نسعى إلى أن نصل بالجامعات الجزائرية إلى مصف الجامعات العالمية وهذا لا يتأتى إلا من خلال معايير معينة»، وبحسب تبريراته فإن هذه المعايير تختلف من ترتيب لآخر. ومع ذلك اعتبر احتلال جامعة قسنطينة في آخر ترتيب عالمي للجامعات المرتبة 2192 «أمرا مشرفا» بالنظر إلى كونها سبقت جامعات فرنسية ويابانية وأمريكية وصينية معروفة.