أكد عمار تو وزير النقل أمس الأول خلال التشغيل التجريبي لميترو الجزائر الذي يربط بين محطة المعدومين وحي البدر (القبة)، أن ميترو الجزائر سيدخل نطاق الخدمة في نوفمبر المقبل، وهو المشروع الذي انتظره الجزائريون مطولا منذ إطلاق المشروع أول مرة في الثمانينات من القرن الماضي. انطلق أول أمس التشغيل غير التجاري لمترو الجزائر الذي يربط بين محطة المعدومين وحي البدر (القبة) ليعود إلى محطة البريد المركزي مع التوقف بمحطة البحر والشمس بعد انتهاء كل التجارب الميكانيكية والحركية وتلك الخاصة بمختلف الأنظمة، حيث ستقوم مؤسسة تسيير مترو الجزائر المكلفة باستغلال المترو بالإشراف طوال الأسابيع المقبلة على استغلاله غير التجاري في مرحلة تجريبية ضرورية في انتظار تشغيله نهائيا في شهر نوفمبر المقبل. قبل القيام بعملية التشغيل غير التجارية قام وفد يضم أعضاء من البرلمان وممثلين عن المجتمع المدني بزيارة مركز التحكم المركزي (بحي المعدومين) كونه سيتكفل بتسيير ومراقبة الحركات و التموقع و الترخيص بالحركة ومسار القطارات كما يحتوي مركز التحكم المركزي على نظام الكتروني الأكثر تطورا في العالم والذي سيسمح في حالة الضرورة بتشغيل آلي للقطارات. و قال الرئيس المدير العام لمؤسسة مترو الجزائر «عمر حدبي» أن الميترو مزود بجهاز تشغيل أوتوماتيكي و هو أحد الأجهزة الأكثر تأمينا في العالم وهو نفس الجهاز المستعمل في الجزء المرمم من ميترو باريس، وأضاف أن النظام الالكتروني الذي يتحكم و يسير في وقت واحد القطارات وخلايا الطاقة الكهربائية هو نفسه المستعمل في مترو نيويورك و برشلونة. وقد تبين بأن الزمن بين محطة وأخرى لا يتعدى ال5 دقائق، وعليه فإن الزمن الذي سيستغرق من محطة «تافورة» إلى خليفة بوخالفة إلى أول ماي، وصولا إلى عيسات إيدير والحامة وحديقة التجارب والمعدومين وصولا إلى عميروش والبحر والشمس وحي البدر، لن يتجاوز ال30 دقيقة. من جهته أشاد مدير شركة استغلال الميترو "رابت الجزائر"، باسكال غاري بفكرة وجود سائقة تقود ميترو بعد أن بقيت هذه المهنة في فرنسا حكرا على الرجال لمدة 92 سنة، في حين تملك الجزائر اليوم سائقتين في اول انطلاقة للميترو. يذكر أن الشركة المستقلة للنقل _الجزائر_ كانت قد قامت مؤخرا بواسطة شركة ألمانية بتكوين مراقبي الميترو ورؤساء المحطات ومتعاملين تجاريين. ويتكون مترو العاصمة من 14 قاطرة يبلغ طول كل منها 108 أمتار وتتكون القاطرة من 6 عربات مكيفة ومريحة ويوجد في كل عربة من قطارات الميترو 16 مقعدا متقابلة أربعة -أربعة بشكل عرضي، تسع كل واحدة منها ل1200 شخص، مما يتيح لها نقل 21ألف مسافر في الساعة على اتجاه واحد، أي ما يعادل 120 مليون مسافر سنويا بفواصل زمنية للاستغلال تتراوح بين 3 دقائق و20 ثانية خلال أوقات الذروة، و5 دقائق في الساعات وفترات التراخي، وعليه سيعمل الميترو على تخفيف ضغط حركة المرور في العاصمة التي تعاني من مشكلات حادة في حركة السير من جراء ارتفاع عدد المركبات والسيارات. الخط الأول لمترو الجزائر الذي يعبر بلديات باش جراح والمقرية وحسين داي والحامة، إضافة إلى سيدي محمد والجزائر الوسطى، يمتد على طول 9.5 كلم على سكة مزدوجة يربط مؤقتا المحطتين النهائيتين حي البدر والبريد المركزي، حيث يتكون هذا الخط من 10 محطات منها 9 تحت الأرض برصيف جانبي البريد المركزي، خليفة بوخالفة، ساحة أول ماي، عيسات ايدير، حديقة التجارب المعدومين، عميروش والبحر والشمس ومحطة واحدة على السطح بحي البدر بثلاث سكك حديدية ومرفأين مركزيين. ويبلغ طول محطات مترو الجزائر 115مترا و23 مترا عرضا، وبعمق يصل إلى 20متر، أما عدد المداخل للمحطات فما بين اثنين الى سبعة مداخل مجهزة بسلالم ميكانيكية. ولضمان تثمين فعالية وسيلة النقل الجديدة ستبرمج نقاط ربط وتبادل في معظم المحطات مع وسائل نقل أخرى كالحافلة، القطار، المصاعد الهوائية والترامواي وذلك للسماح للمسافرين بالاستفادة من أكبر قدر ممكن المرونة على طول المسارات .كما يسمح مركز التحكم بتسيير ومراقبة التنقل في مترو الجزائر على مدار 24 ساعة في أيام الأسبوع السبعة. للإشارة فإن مترو الجزائر الذي انطلقت أشغال إنجازه سنة 1983، أوقف به الإنجاز بسبب نقص الموارد المالية بعد تراجع أسعار البترول العام 1986، تم استئنافه بفضل المخطط الخماسي لدعم الإنعاش الاقتصادي في 2000– 2005 والمخطط التكميلي لدعم النمو 2005- 2009.