أخيرا، ركب الجزائريون الميترو، بعد عشريتين من الانتظار، في رحلة تجريبية وصفت بالناجحة من قبل مسؤول القطاع عمار تو، وبعد تصريحات مؤجلة حول تشغيل ما يعتبر حلم لدى العاصميين ، في وقت أصبحت حركة المرور بالعاصمة لا تطاق. كان يوم الخميس بمثابة عيد لدى بعض العاصميين الذين لم يصدقوا أن ميترو الجزائر شرع فعلا في التشغيل، ولأن الميترو بات حلما راودهم كثيرا ، وكذلك كابوس لطالما عانت منه السلطات، فقد حضر وزير النقل السيد عمار تو و أعضاء من الحكومة و مسؤولين سامين، يوم التشغيل في عرس بهيج، وعلى ذلك كان التجريب . حيث قطعت عربة ميترو الجزائر (ست مركبات مكيفة) التي تم تشغيلها على الساعة 10:30 المسافة التي تربط بين محطة المعدومين و حي البدر (القبة) لتعود إلى محطة البريد المركزي مع التوقف بمحطة البحر و الشمس في ثلاثين دقيقة. و خلال مرحلة التشغيل غير التجارية و هي مرحلة تجريبية سيقوم الخط الأول لميترو الجزائر بنقل عدد محدود من المسافرين سيتم رفعه تدريجيا تحسبا لتشغيله الفعلي خاصة خلال الأسابيع الثلاثة الأخيرة من هذه المرحلة. و بعد استكمال مراحل التجارب الميكانيكية و الديناميكية و تلك المتعلقة بمختلف الأنظمة ستشرع مؤسسة تسيير ميترو الجزائر «الشركة المستقلة للنقل-الجزائر» خلال الأسابيع المقبلة في استغلاله غير التجاري و هي مرحلة تجريب ضرورية تحسبا لتشغيله الفعلي. و سجل المشاركون في هذه العملية نوعية الخدمة و الانجاز التي تستجيب للمعايير الدولية في مجال النقل عبر المترو. وقد قام وفد يضم أعضاء من البرلمان و ممثلين عن المجتمع المدني بزيارة مركز التحكم المركزي (بحي المعدومين) الذي يعد «الخلية الرئيسية» لميترو الجزائر كونه سيتكفل بتسيير و مراقبة الحركات و التموقع و الترخيص بالحركة ومسار القطارات. وأكد الرئيس المدير العام لمؤسسة ميترو الجزائر عمر حدبي ان هذا «النظام الالكتروني الذي يتحكم و يسير في وقت واحد القطارات و خلايا الطاقة الكهربائية هو نفسه المستعمل في ميترو نيو يورك و برشلونة و مؤخرا في لوزان (سويسرا)». كما أكد المدير العام لمؤسسة تسيير ميترو الجزائر «الشركة المستقلة للنقل-الجزائر» باسكال غاري أن المرحلة التجريبية «تعد عملية أساسية« لنجاح المشروع. موضحا أن «مرحلة التشغيل غير التجارية تسمح بالتأكد من استعداد و فعالية تجهيزات النقل و تمكن من استكمال التكوين النظري و التطبيقي لمستخدمينا». و سيتم في «المجموع القيام بأكثر من 100 تمرين عملياتي خلال هذه المرحلة» ، بينما شدد عمار تو على ان المشروع في مرحلة التشغيل غير التجارية «تعد المرحلة الأخيرة قبل البدء قبل السماح للمتعامل المستقبلي لشبكة النقل في بدء الاعتياد على النظام و التجهيزات». و تابع الوزير ان الشروع في المرحلة التجارية للخط الأول من الميترو مرتقب في «نهاية شهر اكتوبر 2011 و بداية نوفمبر كأقصى تقدير» و ذلك طبقا لمخطط بدء تشغيل الميترو. كما أكد ان الدولة ستتدخل من اجل دعم أسعار تذكرة الميترو و ان «السعر» سيتم الإعلان عنه في الأيام المقبلة مضيفا انه لن «يتعدي 50 دج». على انه سيتم الاستعانة بصندوق دعم النقل الجماعي الذي هو بصدد التدخل في دعم أسعار شركة النقل الحضري و شبه الحضري للجزائر العاصمة من اجل دعم سعر تذكرة الميترو. ليلى/ع