عرض بقاعة الموقار بالجزائر العاصمة أول أمس السبت، مونولوغ “جزائري وأفتخر” الذي أنتجته الجمعية الثقافية “الأمل” لوهران عام 2007، وقد عرض مؤخرا بالمركز الثقافي الجزائري بباريس، كما سيعرض الشهر المقبل في كل من كندا و بلجيكا. تقمّص الممثل الكوميدي محمد ميهوبي شخصية شاب جزائري قرّر العودة إلى أرض الوطن، بعد رحلة مريرة مع المعاناة والبؤس والوحدة والغربة، لم يحتمل خلالها فراق الأهل والوطن والخلان، فافتقاده للدفء العائلي والجو الأسري وافتقاده لحليمة عروس أحلامه منذ الطفولة زادت حياته تعقيدا وقسوة، حيث وعلى مدار الساعة من عمر هذا العمل استطاع الكوميدي محمد ميهوبي بأسلوب هزلي ساخر أن يجذب الجمهور الحاضر ويضحكهم من بداية العرض إلى منتهاه، ببذلته الرياضية التي تحمل الألوان الوطنية وحركيته فوق الخشبة المرفوقة بالأغاني الوطنية، روى لنا محمد قصته مع الحرقة في رحلة قادته بمعية رفقائه السبعة نحو المجهول، في رحلة نحو الموت، وبعد مخاطرة وصراع مع أمواج البحر، كتب لهم في هذه المغامرة النجاة بأعجوبة و الوصول إلى الضفة الأخرى أو الجنة الموعودة، لكن شتان بين الأحلام و الواقع، حيث الجنة التي كانت في خياله تحولت إلى جحيم وكابوس مرعب بمجرّد أن وطأت قدماه بلاد المهجر، حيث ظروف الحياة صعبة جدا، وأساليب العيش مختلفة وحتى العادات والتقاليد والذّهنيات والقوانين...إلخ كل شيء مختلف، عالم مادي تغيب فيه الابتسامة والروابط الأسرية ومعاني الأخوة والتعاون و الكرم. وعقب انتهاء العرض الذي أعجب به الجميع صرح الممثل محمد ميهوبي للأيام: “يعتبر هذا العمل من السهل الممتنع، عالجت فيه ظاهرة الحرقة بالمقلوب عن طريق الإثبات بالنفي، حيث تدور أحداث هذا العرض حول شاب جزائري كان في الغربة ولم يستطع التأقلم مع الغربة وصعوبة العيش هناك، لقد كتبت نص هذا المونولوغ وأنا أخضعه في كل مرة لعملية التحيين ليتماشى مع التغيرات الراهنة، وأردت من خلال هذا العرض أن أوجه رسالة لكل شاب جزائري عليه أن يفتخر بجزائريته، فبلدنا جميل جدا ويوجد فيها كل شيء فقط علينا أن نشمّر على سواعدنا ونبني هذا الوطن، المونولوغ محاولة لإثبات أنّ المسرح موجود، لكن مشكلتنا أنّنا نعيش أزمة جمهور، ويرجع هذا إلى سوء التسيير ونقص الهياكل، على الجهات الوصية أن تستثمر في الطاقات البشرية من خلال تشجيع الممثل والبحث عن الجمهور واستقطابه بآليات معاصرة وذكية، فتكوين جمهور نخبوي يعشق ويتذوق المسرح خطوة لبد منها”.