تستمر بمسرح باتنة الجهوي فعاليات شهر المونولوغ الذي يقدم المبدعون فيه قضايا هادفة مستمدة من عمق المجتمع الجزائري الأمر الذي استقطب الجمهور. من بين العروض التي قدمت مؤخرا مونولوغ »وردة« الذي أنتجته تعاونية »أنيس« الثقافية لولاية سطيف، وكان من أداء الفنانة تونس ومن تأليف وإخراج الفنان المسرحي العمري كعوان. يتناول المونولوغ قصة شابة كادحة تواجه الراهن الاجتماعي القاسي بشجاعة، حيث يروي العرض يوميات تونس عاملة التنظيف مركزا على أحلامها البسيطة في غد أفضل يخلصها من قساوة العيش التي عرفتها منذ أن فتحت عيناها على الدنيا. المعاناة التي وظفتها تراجيديا العرض لم تخل من اللمسات الفنية التي رافقت تسلسل الأحداث، وتتوالى المشاهد لتصل الى »الجمعي« وهو الحبيب الذي عشقته تونس تماما كأية امرأة لها الحق في هذه الأحاسيس الإنسانية الجميلة، إلا أن البطلة سرعان ما تكتشف ان فقرها وانحطاط طبقتها الاجتماعية يحول دون هذا الحب، خاصة وأن مفهوم العنصرية الطبقية أصبح رقما فاعلا ومحركا لهذه العلاقات. للإشارة، فقد استمتع الجمهور قبلها بمونولوغ »جن وبلعطوه« من تأليف يوسف تاعوينت وإخراج وأداء العمري كعوان، وقد عالج العرض معاناة المغترب العمري الذي جسده كعوان بالحركات والإشارات والإيماءات وخلق لحظات حميمية مع الجمهور عبر ساعتين من العرض بدل ال 20 دقيقة المبرمجة. للتذكير، فقد برمج لهذه التظاهرة 32 عرضا بمشاركة 16 ولاية، وحسب السيد محمد يحياوي مدير مسرح باتنة الجهوي، فإن الهدف من التظاهرة هو استمرار نشاط المسرح بعد القفزة النوعية التي شهدها إبان الأيام المسرحية المغاربية الثالثة في الصائفة الماضية، إضافة الى تأطير العديد من النشاطات والمسرحيات خلال رمضان الأخير، ووبالتلاي فإن جميع الظروف مواتية -حسب السيد يحياوي - لإنجاح فعاليات هذا الشهر لإعادة بعث وتنشيط الحركة المسرحية وتعزيز سبل التواصل بين المسرح والجمهور. من جهة أخرى، سيشهد مسرح باتنة الجهوي من 10 الى غاية 18 ديسمبر القادم، فعاليات المهرجان الوطني للمسرح الأمازيغي.