أقرت الوفود المشاركة في المؤتمر الإسلامي السابع لوزراء الثقافة أمس، على أهمية الأدوار الثقافية التي يقوم بها المجتمع المدني في الحفاظ على التماسك الاجتماعي، وتعزيز قيم العدل والسلم والمواطنة وإيجاد شراكة بين الحكومات والمجتمع المدني، معلنين عن احتضان المملكة العربية السعودية للمؤتمر الإسلامي الثامن لوزراء الثقافة في المدينةالمنورة. وأوضح البيان الختامي للمؤتمر الإسلامي أنّ الأهمية المنوطة بالمجتمع المدني وأدواره في الحفاظ على التماسك الاجتماعي وتعزيز قيم العدل والمواطنة وإيجاد علاقة شراكة بين الحكومات والمجتمع المدني مع الدعوة إلى تفعيل الأدوار الثقافية للمجتمع المدني، وسن التشريعات اللازمة لذلك، من أجل تعزيز الحوار والسلم، حيث دعا أعضاء الإيسيسكو إلى عقد منتدى لهيئات المجتمع المدني في العالم الإسلامي. ويذكر أنّ المؤتمر السابع اعتبر من بين أهم المؤتمرات الناجحة بالنسبة لأعضاء الوفود المشاركة، حيث تم استدعاء هيئات من المجتمع المدني للمشاركة في المؤتمر، تعبيرا عن دورها الفاعل في صياغة السياسات العالمة في العالم الإسلامي وتطبيقا لتوصيات المؤتمرات السابقة، وتماشيا مع الحراك الشعبي في المحيط العربي لم يفوت المؤتمرون التأكيد على تفعيل التعاون مع المجتمع المدني وتسريع وتيرته لإنجاح التحولات الديمقراطية وتحقيق الإصلاح المنشود لضمان العدالة وإشاعة قيم الحوار والسلم،. وفي السياق نفسه أكد جل المتدخلين أنّ جمعيات المجتمع المدني والفاعلين فيه يعتبرون شركاء رئيسيين في جهود التنمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لتفعيل التفاهم والمصالحة بين مختلف مكونات المجتمع، مؤكدين على أهمية صياغة ميثاق ثقافي للمجتمع المدني في العالم الإسلامي، يحدد أولويات العمل ومجالاته، وفق قاعدة تشاركية مع المؤسسات ذات الصلة، مع الدعوة إلى إطلاق مبادرة التحالف الثقافي، من أجل الحوار والسلم، بين مختلف مكونات اليد العاملة في التربية والثقافة والإبداع الفني، كما لم يخف المتدخلون خلال كلماتهم إشادتهم الكبيرة بالنشاطات والبرامج التي تنفذها الأمانة العامة للتعاون الإسلامي وأجهزتها الفرعية المتنامية، من أجل تعزيز القيم الثقافة الإسلامية. هذا وقد رحبوا بالتدابير القوية لمحاربة الإسلاموفوبيا والتمييز ضد المسلمين إلى جانب توعية المجتمع الدولي بمسألة التحريض على الكراهية ضد المسلمين وبتصويرهم بشكل سلبي، مثمنين في الحين ذاته جهود مرصد الإسلاموفوبيا لتسجيل الحالات واتخاذ التدابير اللازمة للحد منها، حيث يشار إلى أنّ من أهم محاور المؤتمر اعتماد منهاج تكوين الصحفيين والإعلاميين لمعالجة الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية، هذا فيما أثنت جل الوفود على مبادرة الملك السعودي “عبد الله” للحوار بين الأديان والثقافات. وللإشارة فقد نوه جل المتدخلين عن شكرهم للجزائر على حفاوة استقبالها، وقوة المؤتمر تنظيميا، خاصة وأنّ الجزائر تحتضن عاصمة الثقافة الإسلامية “تلمسان” 2011، بالإضافة إلى عديد التظاهرات الدولية والوطنية ذات الصلة، مشيرين إلى أنّ المؤتمر السابع كان مؤتمرا ناجحا ومنبرا لتعزيز التواصل والحوار والعمل الثقافي المشترك بين الدول الإسلامية.