أصدرت محكمة الجنايات بمجلس قضاء الجزائر أول أمس حكما بالبراءة لفائدة «ميساوي مبروك» العائد من سجن غوانتانامو الذي كان متابعا سنة 2011 بالانتماء إلى جماعة إرهابية تنشط في الخارج. وحسب ما جاء في قرار الإحالة فقد تم ترحيل ميساوي مبروك (49 سنة) من طرف السلطات الأمريكية من معتقل غوانتاناموبكوبا نحو الجزائر بعد أن قضى هناك تسعة سنوات، وتمت محاكمة «ميساوي مبروك» بغوانتانامو (كوبا) تحت اسم فرحي سعيد (وهو الاسم الذي قدمه للقوات الأمريكية) من طرف القضاء الأمريكي خاصة بتهمة عدو مقاتل واستفاد من البراءة سنة 2008، وحسب ذات المصدر فإن وقائع القضية تعود لسنة 1993 حينما غادر ميساوي التراب الوطني متوجها إلى فرنسا ثم إلى روما سنة 1999 وفي سنة 2001 تنقل إلى لندن بواسطة جواز سفر مزور أين تعرف على المسمى عاطف مصري من جنسية مصرية وعبد الرحيم من جنسية مغربية وأقنعه هذا الأخير بفكرة الجهاد عارضا عليه السفر إلى باكستان ومنها إلى أفغانستان، وبتاريخ 3 جوان 2001 تنقل إلى إسلام أباد بباكستان وبعدها تنقل إلى أفغانستان بطريقة غير شرعية، وبعد تفجيرات 11 سبتمبر 2001 وبعد تضييق الخناق على العرب في أفغانستان اضطر لمغادرة الأراضي الأفغانية للدخول إلى باكستان أين سلمته القوات الباكستانية للقوات الأمريكية. وأكد «ميساوي» من جهته أثناء جلسة المحاكمة أنه «لا علاقة له بهذه الجماعات المقاتلة وأنه دخل إلى أفغانستان سنة 2001 من أجل الزواج فقط»، غير أن القوات الباكستانية سلمته، حسب أقواله، للقوات الأمريكية «مقابل 5 آلاف دولار» ليتم اقتياده إلى معتقل غوانتانامو، كما أكد «ميساوي» أثناء الجلسة أنه تلقى بهذا المعتقل «أشد وأبشع» أنواع العذاب مدة تسعة سنوات وأنه يحمل إلى غاية اليوم في جسده بعض آثاره، أما بالنسبة لدفاع المتهم الأستاذة «بومرداسي حسيبة»، محامية جميع معتقلي غوانتنامو العائدين إلى الجزائر، فقد أكدت في مرافعتها أنه تمت تبرئة موكلها من جميع التهم الموجهة إليه من طرف القضاء الأمريكي سنة 2008 بغوانتانامو، وقد أبرزت في هذا الاطار أمام محكمة الجنايات الحكم الصادر عن السلطات الأمريكية والذي يبرئ تماما موكلها من جميع التهم الموجهة إليه. وحسب ما جاء في حيثيات الحكم الجنائي الأمريكي، توضح الأستاذة بومرداسي، فإن ذهاب ميساوي لأفغانستان والتقائه بأشخاص يجندون الشباب للانخراط في الجماعات المقاتلة في ذلك البلد «لا يعد دليلا على انتمائه لهذه الجماعات»، وأضافت أنه تم اقتياد موكلها لهذا المعتقل «لمجرد أنه عربي ومتواجد بأفغانستان»، مؤكدة أنه تعرض لجميع أنواع العذاب، وذكرت المحامية في ذات الإطار أن أحد موكليها العائدين من معتقل غوانتانامو وهو حدرباش سفيان والذي استفاد من البراءة سنة 2010 لا يزال يعاني إلى حد اليوم من تبعات التعذيب ويشكو حاليا من مرض عقلي.