دعا رؤساء أحزاب سياسية خلال تنشيطهم لمهرجانات وتجمعات شعبية عبر بعض ولايات الوطن في نهاية الأسبوع المواطنين إلى المشاركة بقوة خلال الانتخابات التشريعية القادمة معتبرين المقاطعة “خطأ كبيرا”. وفي هذا السياق حث “فاتح ربيعي” الأمين العام لحركة النهضة أمس الأول من أم البواقي المواطنين إلى التوجه لمكاتب الاقتراع والمشاركة من أجل “رفع المظالم القائمة كالرشوة والاستيلاء على الثروة من البعض”، على حد قوله، باعتبار هذه المشاركة “الطريق الوحيد للتغيير السلمي الواعي”، ودعا “ربيعي” المواطنين الجزائريين إلى استغلال فرصة الانتخابات التشريعية المقبلة “لإحداث التغيير وتجذير العملية الديمقراطية”، مؤكدا في الوقت نفسه بأن “كل مواطن مطالب بالوعي والمشاركة المسؤولة في الانتخابات القادمة لبناء الدولة ومؤسساتها وضمان الاستقرار والرخاء للشعب الجزائري”، ومن جهة أخرى أشار الأمين العام لحركة النهضة إلى أن تشكيلته السياسية بمناضليها وقواعدها مجندة لإنجاح هذا الحدث الانتخابي آملا، كما قال، “أن يحقق التغيير الفعلي السلمي والنزيه لكي لا يحدث للجزائر ما حدث لسائر الأقطار العربية التي اجتاحتها رياح التغيير المدمر أحيانا”، ورافع ربيعي من أجل “توسيع صلاحيات القضاة” الذين سيشرفون على العملية الانتخابية و”تحييد الإدارة”. وفي سياق متصل دعا الأمين العام لحزب التجديد الجزائري “كمال بن سالم” بالعاصمة المواطنين إلى المشاركة بقوة في الانتخابات التشريعية المقبلة من أجل إحداث “التغيير” وكسب “رهان مستقبل الجزائر”، واعتبر “بن سالم”، في كلمة ألقاها خلال تجمع مناضلي وإطارات الحزب، أن “مشاركة الجزائريين بقوة خلال الانتخابات التشريعية المقبلة سوف يغلق الباب لا محالة أمام التزوير والتلاعبات”، وأضاف ذات المسؤول أن الانتخابات القادمة ستكون “أكيدا شفافة ونزيهة” إذا كان الشعب حاضرا في هذا الموعد، داعيا المنتخبين إلى “إعطاء المثال” و المشاركة بكثافة، مشيرا إلى أن كل المؤشرات تدل على أن الشعب الجزائري سيكون “الحكم الوحيد” في انتخابات 2012، وفيما يخص الدور الذي تلعبه التشكيلات السياسية أكد الامين العام لحزب التجديد الجزائري أن هذه التشكيلات موجودة ل”خدمة الشعب الجزائري والوطن”، داعيا إلى العمل على “تجنيد الشباب واستغلال مميزاته وطاقاته من أجل كسب رهان التشريعيات”. وبدوره اعتبر الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني “حملاوي عكوشي” بقالمة بأن عدم المشاركة الإيجابية في الانتخابات المقبلة أو مقاطعتها “خطأ كبيرا”، ودعا الأمين العام لحركة الإصلاح الوطني، خلال تنشيطه لتجمع شعبي لمناضليه، كل الجزائريين إلى المشاركة بقوة في الاستحقاقات المقبلة، مؤكدا في هذا السياق بأن “الموطنين لا تقتصر مهمتهم بالإدلاء بأصواتهم وإنما حتى بحماية صناديق الاقتراع”، وخاطب ذات المسؤول الحاضرين قائلا: “إياكم أن تستقيلوا من الحياة السياسية عن طريق المقاطعة”، وبالنسبة ل”حملاوي عكوشي” فإن “الواقع السياسي الذي تشهده بعض الدول العربية وفر المناخ المناسب لأن تتمتع الانتخابات المقبلة بالمصداقية والنزاهة”، وبعد تقديمه لرؤية حزبه للأوضاع السياسية والاجتماعية للبلاد طالب الأمين العام للإصلاح كل التشكيلات السياسية ذات النظرة الوطنية الإسلامية “بإعداد قوائم موحدة خلال الانتخابات المقبلة” وتغليب ما اعتبره “مصلحة البلاد على المصالح الحزبية الضيقة”. ومن العاصمة وجه أبو جرة سلطاني رئيس حركة مجتمع نداء إلى جميع المواطنين للمشاركة في الانتخابات بقوة، مؤكدا بأن هذه الانتخابات “عنصر مهم في بناء المجتمع”، مشيرا إلى أن دخول التشريعيات القادمة يجب أن يكون على أساس “تيارات وليس أحزاب مشتتة”، وأكد سلطاني، خلال ندوة أقيمت نهاية الأسبوع بمناسبة ذكرى رحيل الشيخ محمد بوسليماني رئيس جمعية الإرشاد والإصلاح، أن دخول الانتخابات القادمة “لا يجب أن يكون بالشتات الكبير من الأحزاب” الموجودة على الساحة السياسية لأن ذلك، حسبه، “قد يربك الساحة الوطنية ويوجد برلمان موزاييك”، ولتحقيق التطور والخروج نهائيا من آثار الأزمة الوطنية أبرز سلطاني أهمية “طي ملف المأساة” الوطنية وفتح ملف “التنمية”، مؤكدا بأن المجتمع الجزائري محددة معالمه ك”مجتمع عربي إسلامي أمازيغي ديمقراطي” وهي مقومات، كما قال، “راسخة” و”لا يمكن لأحد أن يزايد على هذه المبادئ”.