حذّرت منظمة الأممالمتحدة للتربية والثقافة والعلوم “اليونسكو” من خطر اختفاء نحو 3500 لغة محكية (عامية) وهو ما يمثل أزيد من 50 بالمائة من اللغات المحكية عبر العالم قبل نهاية القرن الحالي. وأرجعت رسالة اليونسكو التي نشرت بالقاهرة بمناسبة اليوم العالمي للغات الأم الذي يصادف 21 فيفري من كل سنة سبب اختفاء هذا العدد الكبير من اللغات الأم الإهمال مشيرة إلى أن لغة واحدة تختفي من العالم كل أسبوعين وأن 96 بالمائة من اللغات الأصلية لا يتحدث بها سوى 4 بالمائة من سكان العالم. واعتبرت إرينا بوكوفا المديرة العامة لليونسكو بالمناسبة أن فقدان لغة واحدة يمثل إفقارا للبشرية وتراجعا في مجال الدفاع عن حق كل فرد في أن يتمتع بحقه في التعلم والتواصل. وواصلت مسؤولة المنظمة الأممية قائلة “ان كل لغة تحمل أيضا تراثا ثقافيا يوسع نطاق التنوع الإبداعي حيث يتسم التنوع الثقافي بأهمية تماثل الأهمية التي يتسم بها التنوع البيولوجي في الطبيعة وهناك ترابط وثيق بين التنوعين” وحسب بوكوفا فإن استخدام اللغة الأم في المدرسة يمثل علاجا قويا لمكافحة الأمية وان كان تحويل هذه الحقيقة إلى واقع يمثل حسبها تحديا كبيرا باعتبار أن السكان المستبعدين كالشعوب الأصلية هم غالبا الذين تهمل لغاتهم الأم في النظم التعليمية. ودعت المديرة العامة لليونسكو في رسالتها إلى تعبئة وحشد كل الطاقات لحماية التنوع اللغوي في العالم واستغلال التعدد اللغوي لتحقيق تنمية مستدامة خاصة وأن أعمال الباحثين كشفت أن التنوع اللغوي يسرع وتيرة تحقيق الأهداف الإنمائية للألفية ولا سيما أهداف برامج التعليم للجميع. يذكر أنه نحو 200 لغة اختفت على مدى ثلاثة أجيال فقط وأن هناك 199 لغة أخرى مهددة بالانقراض في غضون العقود المقبلة.