كشفت إحدى الطبعات الإلكترونية الجديدة، من أطلس لغات العالم المهدّدة بالاندثار أعدتها اليونسكو، أن حوالي 200 لغة من أصل 6000 لغة في العالم انقرضت على مدى الأجيال الثلاثة الأخيرة، وأن 573 لغة أخرى تحتضر. ويتضمّن الأطلس التي تعرضه اليونسكو في باريس بمناسبة اليوم الدولي للغة الأم في 21 فبراير، بيانات عن نحو 2500 لغة مهدّدة بالاندثار. في حين تعتبر 573 لغة أخرى من اللغات المحتضرة، و502 لغة من اللغات المعرضة للخطر الشديد، و632 لغة من اللغات المعرضة للخطر، و607 لغات من اللغات الهشة. ويذكر الأطلس أن 199 لغة ينطق بها أقل من 10 أشخاص في العالم، و178 لغة أخرى ينطق بها ما بين 10 و50 شخصاً. وينبّه الأطلس إلى أن الهند والولايات المتحدة والبرازيل وأندونيسيا والمكسيك، وهي بلدان تعرف بتعدّدها اللغوي، هي أكثر البلدان احتواء للغات المعرّضة للخطر، ويشير إلى وجود 108 لغات مهدّدة في أستراليا بدرجات متفاوتة. أما فرنسا ففيها 26 لغة مهدّدة، 13 منها عرضة لخطر كبير و8 عرضة للخطر و5 منها لغات هشة، ويشير أيضاً إلى أن اللغات في أغلب الأحيان لا تملك الدرجة ذاتها من الحيوية تبعاً للبلد المعني، لأسباب اقتصادية تعود لسياسات لغوية مختلفة أو لظواهر اجتماعية متفرّقة. وقال المدير العام لليونسكو، كويشيرو ماتسورا، إن اختفاء لغة من اللغات يؤدي أيضاً إلى اختفاء العديد من أشكال التراث الثقافي غير المادي، لاسيما ذلك التراث الثمين القائم على التقاليد، وعلى أشكال التعبير الشفهي من قصائد وأساطير وأمثال ولدى المجتمعات التي تتداولها. ويشير العمل الذي قام به اللغويون المشاركون في أطلس لغات العالم المهددة بالاندثار، وعددهم يفوق ,30 إلى أن ظاهرة اختفاء اللغات تطال جميع المناطق من دون استثناء وتمتد في ظروف اقتصادية متباينة.ويبيّن الأطلس أنه من المرجّح أن يختفي في إفريقيا جنوب الصحراء الكبرى حيث يتداول الناس نحو 2000 لغة مختلفة أي ثلث المجموع العالمي تقريباً، ما لا يقل عن 10% من تلك اللغات خلال القرن المقبل.