جدد رئيس الحكومة الانتقالية الليبية، «عبد الرحيم الكيب»، حرص بلاده «وحقها في استجلاب بقايا النظام السابق المتواجدين في عدد من دول الجوار» من أجل «محاكمتهم بشكل قانوني أمام محكمة عادلة»، وفي هذا الكلام تلميح منه إلى أن طرابلس تريد من الجزائر تسليمها عائلة العقيد الراحل «معمّر القذافي» شأنها في ذلك شأن كل من تونس التي يتواجد فيها رئيس الحكومة للنظام المخلوع وكذا النيجر التي تأوي «الساعدي القذافي» وبعض المسؤولين العسكريين السابقين. وذكر «الكيب» في مؤتمر صحفي عقده أمس بالعاصمة طرابلس عقب اختتام أعمال المؤتمر الوزاري الإقليمي حول أمن الحدود أن «أتباع القذافي والمتواجدين في تلك الدول والذين سرقوا أموال الشعب يقومون باستخدامها في محاولة بث بوادر عدم الاستقرار في ليبيا»، ورغم أن المسؤول الليبي لم يتردّد في توجيه الشكر إلى «تلك الدول على طمأنتها لليبيا»، في إشارة أخرى إلى الجزائر، إلا أنه شدّد على «حق وإصرار» ليبيا على استجلابهم ومحاكمتهم محاكمة عادلة في أراضيها. وكانت قضية عائلة «القذافي» المقيمة في الجزائر من ضمن الملفات التي تصدّرت زيارة وزير الشؤون الخارجية، «مراد مدلسي» الأسبوع الماضي إلى طرابلس، حيث أكد بعد لقائه مع رئيس المجلس الانتقالي «مصطفى عبد الجليل» التزام الجزائر بأنها لن تسمح لأي من أعوان النظام السابق بتعكير هذه العلاقات أو المساس بالليبيين دفع بالمجلس الانتقالي إلى التفاؤل بمستقبل العلاقات الثنائية. وصرّح «مدلسي» بهذا الخصوص: «إن استقبال الجزائر لهم كان لأسباب إنسانية محضة»، مجدّدا التزام الجزائر بأن «هؤلاء لن يمسوا شعرة واحدة من ليييا». وأعلن رئيس الحكومة الانتقالية الليبية من جانب آخر أن ليبيا «أبلغت كل دول العالم أن الأسلحة التي بحوزة الثوار سواء منها الخفيفة أو المتوسطة لن تشكل أي خطر على أمن أي من الدول»، موضحا أن أمن كل الدول المجاورة يهم بلاده، مثلما قدّم تطمينات بأن الأسلحة الموجودة داخل ليبيا «أصبحت بحوزة الدولة وهي محروسة حراسة كاملة».