صدر مؤخرا للشاعر بوزيد حرز الله ديوان شعري اختار له عنوان “بسرعة أكثر من الموت“، حيث يرى الشاعر أنه كأيّ إنسان يلتهم آخر ما بقي من عمره من الحياة في كتابة الشعر وهو وصلات روحية لها تأثيرها على المدى البعيد لأن الموت هو الرفيق الدائم لأيّ مخلوق في حلّه وترحاله، وقد صدر هذا الديوان في طبعة جزائرية أنيقة عن دار الحكمة وطبعة أخرى مصرية لدار العين للنشر القاهرة. وقد ضمّ هذا الديوان 62 قصيدة مرّر من خلالها الشاعر عدة قضايا على غرار السياسة والوطن والأنثى والحب والطبيعة وغيرها من المواضيع والحالات التي تطرق إليها في عبوره السريع الذي طاف من خلاله بالقارئ في أكثر من جغرافيا، كما اعتمد في قصائده التي هي عبارة عن ومضات قصصية التحليل المنطقي الذي يعكس واقع الحياة كما هو، كما أنّ بعض القصائد إن لم نقل أغلبها جسدت ذاتية الشاعر من خلال عاطفة الأبوة التي لمسناه في ديوانه الجديد، حيث احتفى في نص مستقل بابنه وديع الذي يراه يشبهه كثيرا إلى درجة يقول له أنّت أنا تكررت، وهي قصيدة غلبت عليها العواطف الرقيقة و الحوار الجميل، كما خصّص قصيدة أخرى لابنته شيراز، ولم ينس الشاعر أصدقاؤه حيث كتب عن الشاعر المغربي طه عدنان و الشاعر صالح طهوري والشاعر علي مغازي، كما رد على قصيدة الشاعر عادل صياد “أنا لست بخير” بقصيدة عنوانها “وأنا لست بخير أيضا“، ومن العناوين البارزة التي زيّنت صفحات ديوان الشاعر بوزيد حرز الله قصيدة “قميصها” وهي مقتبسة من قصة سيدنا يوسف عليه السلام وقصيدة أخرى “وحدي” والمستعصية“...إلخ، وهكذا إنتقل الشاعر من قصيدة إلى أخرى معتمدا على المنطق المضاد لتقوية الدلالة وهذا ما ينمّ على تجربته الكبيرة وكذا تمرسه وخبرته التي ما فتئ يشحذ بها الجوانب الجمالية سواء منها اللغوية والبلاغية والخيالية. ويأتي هذا المولود الأدبي بعد سلسلة من الأعمال التي اشتهر بها الشاعر بوزيد حرز الله على غرار “مواويل للعشق والأحزان” و“علمتني بلادي” و“الإغارة” وهي أعمال تعكس نبوغ وإبداع الشاعر الذي يسعى ليرقى برونق الكلمة صوب سماء شعرية مشرقة. نسيمة. ش