تطرق أول أمس الشاعر بوزيد حرز الله قبيل توقيعه لديوانه الشعري الجديد الموسوم ب”بسرعة أكثر من الموت” إلى الحديث عن هذا العمل الذي يضم مجموعة من النصوص الشعرية المتنوعة والمختلفة المواضيع المكتوبة بالنثر، وكذا سبب اختياره للعنوان الذي جاء حاملا لنوع حديث من القصائد. وقال الشاعر بوزيد حرز الله الذي نزل ضيفا على فضاء المقهى الأدبي لدار الحكمة باتحاد الكتاب الجزائريين الذي خصه باحتفائية مميزة على إثر إصداره الجديد بأن عمله يحوي عديد النصوص المكتوبة بالنثر، والتي تدخل ضمن قصائد ”الومضة” أو ما يسمى ب”الفلاش”، أي تلك التي تقول كل شيء بدون استثناءات، وتشترك في كونها من الذات وإلى الذات، وعلى حد قوله فإن مجمل النصوص الشعرية التي كتبها جسدت ذاتية الكاتب، حيث غلب عليها هذا الطابع بشكل كبير، لكن دون أن تمس بمضمون وشكل المواضيع المتناولة التي عالجت مجموعة من القضايا على غرار السياسية، الوطن، الحب، الأنثى، الطبيعة والجمال بنوع من التحليل المنطقي والإشارة ذات المعاني الهادفة في آن واحد، وأخرى اختار لها عنوان ”بلا تفاصيل” بهدف تحريك عقل القارئ لتتبع الأحداث والغوص في إيجاد المفاهيم، بالإضافة إلى تلك التي تعكس واقع الحياة بحلوها ومرها، رفقة قصيدتين كتبهما عن ابنيه وديع وشيراز عبر في طياتهما عن مدى حبه وعشقه لهما. للإشارة فقد تخلل تقديم الكتاب قراءات شعرية لثلة من النصوص تلاها الشاعر على مسامع الحاضرين الذين توافدوا بكثرة فقرأ ”شيراز”، ”وديع”، ونص ”قميصها” التي عادت بالأذهان إلى قصة سيدنا يوسف عليه السلام وحادثته مع زليخة امرأة عزيز مصر، كما تلتها قراءات ثانية من الديوان قدَمها كل من الشاعر ابراهيم صديقي عن نص ”وحدي”، وكذا عبد الرزاق بوكبة من نثرية ”المستعصية”، فيما تلت ابنة الشاعر نص ”شيراز” الذي قدم هدية من أبيها في عيد ميلادها. على صعيد آخر يعد هذا العمل سلسلة لأعمال أدبية كثيرة اشتهر بها المؤلف وعلى رأسها عمل ”الإغارة”، ”علمتني بلادي”، ”مواويل للعشق والأحزان”، وغيرها من النصوص والقصائد المثيرة التي تدل على إبداعه ونبوغه في عالم الشعر والقافية، ولإلقاء نظرة على ديوان ”بسرعة أكثر من الموت” نقرأ ما جاء في خلفية الكتاب لنص ”خلسة”: يتسلل من بين شقوق المرآة هذا الخوف، إلى قلبي، هل يسعفني العمرُ، لأرمِمَني... قال الشاعر.