صعّد الجامعيون المستفيدون من عقود ما قبل التشغيل والمنتسبون إلى الشبكة الاجتماعية من لهجتهم بعدما نجحوا أمس في تنظيم حركة احتجاجية بالعاصمة للمطالبة بضرورة إدماجهم في مناصب عمل دائمة، واصفين ما يتعرّضون له ب «التهميش والحقرة» وكذا «استغلال مفضوح للكفاءات الشبانية»، وقد صبّوا غضبهم على مصالح وزارة العمل التي حمّلوها مسؤولية ما وصلوا إليه. نفّذ العشرات من الجامعيين المستفيدين من عقود ما قبل التشغيل تهديدهم بتنظيم حركة احتجاجية في العاصمة استجابة لدعوة اللجنة الوطنية في أعقاب نجاح الاعتصامات التي تم تنظيمها يوم 19 من شهر مارس الجاري في كافة الولايات للتعبير عن استيائهم للحالة التي وصلوا إليها بسبب ما أسموه «الأجور المهينة»، وحتى وإن اختلفت الشعارات التي رفعها المعتصمون فإنها التقت عند ضرورة إعادة النظر في وضعيتهم من خلال إدماجهم في مناصب عمل دائمة. وشهدت أحياء وسط العاصمة أمس حالة استنفار أمني من خلال التعزيزات التي امتدت على كافة الممرّات مخافة أن يكون حضور الجامعيين المنتسبين إلى عقود ما قبل التشغيل قويا، ولكن رغم أن عدد الذين تمكنوا من الوصول إلى ساحة البريد المركزي - نقطة الالتقاء المتفق عليها للزحف نحو مبنى الوزارة الأولى- كان دون مستوى توقعات قوات الأمن إلا أن العشرات منهم أظهرا تنظيما محكما في تسيير الحركة الاحتجاجية دون أن يؤدي ذلك إلى الاحتكاك مع أعوان الأمن من فرقة مكافحة الشغب. واللافت في هذا الاعتصام الذي استقّر في البريد المركزي إلى حدود الساعة الثانية زوالا هو ترديد الكثير من الشعارات البعيدة عن الاستغلال السياسي، باستثناء الالتزام الواضح الذي أبانه المحتجون الذين قطعوا العهد بأن لا يصوّتوا يوم العاشر ماي المقبل في حال أبقت السلطات العمومية على موقفها برفضها أرضية مطالبهم، وصرّحت «مليكة فليل» المنسقة الوطنية لما يسمى اللجنة الوطنية لعمال عقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية المنضوية تحت لواء «سناباب» أن «الوقفة جاءت لرفض الاستغلال المفضوح الذي نتعرّض له منذ سنوات». وأشارت المتحدّثة في تصريح للصحفيين بعين المكان إلى أن أكثر ما يثير استنكارهم هو أن «الإدارات العمومية تشتغل بفضل المنتمين إلى عقود ما قبل التشغيل» ولذلك «نحن اليوم نطالب بحق مشروع ولسنا بحاجة إلى أن نمدّ أيدينا». وقد خصّ المعتصمون وزير العمل والتشغيل والضمان الاجتماعي بالكثير من الانتقادات مردّدين «يا لوح.. يا لوح.. سقمها ولا روح»، وكذا «يا الطيب غير أخطيك الوزارة صعيبة عليك». ومن خلال البيان الذي سلّمته اللجنة الوطنية لعمال عقود ما قبل التشغيل والشبكة الاجتماعية فإن هناك سبعة مطالب يتوجب تجسيدها وهي إدماج كافة العمال من هذه الفئة الحاملين للشهادات في مناصب عمل دائمة دون قيد أو شرط مع إعادة إدماج المفصولين إلى مناصب عملهم فورا، وتجميد مسابقات الوظيف العمومي إلى غاية تسوية وضعية هذه الفئة، بالإضافة إلى المطالبة بفتح باب الحوار والحق في التقاعد وإلغاء سياسة العمل الهش، زيادة على مطلب يقضي بتخصيص منحة للشباب العاطلين عن العمل الحاملين للشهادات إلى غاية حصولهم على مناصب عمل دائمة. ولم يستثن المحتجون الإدارة من عبارات الانتقادات ما دفعهم إلى الاستنجاد برئيس الجمهورية من خلال ترديدهم مطوّلا عبارة: «يا رئيس يا رئيس.. الإدارة رجعت تبزنيس»، ومعها شعار «من الحكومة للوزارة حق الشباب راح خسارة»، مؤكدين أنهم لن يتنازلوا عن حقهم بهتافهم «لا خضوع لا رجوع.. الإدماج حق مشروع» وعبارة «من الوزير للعسّاس الشباب هو الأساس» وغيرها من الشعارات الأخرى التي فجروا بها غضبهم.