نشّط الأسقف السابق للجزائر «هنري تيسيي» بمعسكر محاضرة تاريخية حول كتاب «المواقف» للأمير عبد القادر الذي ألفه أثناء فترة وجوده بدمشق، وقد أشار المحاضر إلى أن هذا الكتاب الهام يحمل “قيما مشتركة بين المسلمين والمسيحيين“، داعيا في السياق ذاته إلى ترقيتها ودعمها. «تيسيي» أكد في محاضرته أنه بدأ الاهتمام بتراث الأمير عبد القادر منذ 1966 عندما طلب منه الرئيس الأسبق لإحدى بلديات العاصمة دراسة وثائق قديمة وكان بينها كتاب مخطوط عن السيرة الذاتية للأمير ليجد بعدها في مقر الأسقفية بالعاصمة الرسالة المشهورة من الأمير للأسقف والتي كان أول من نشرها ودرسها. وقد تناول المحاضر مجموعة من تلك «المواقف» التي تبين القيم المشتركة بين المسلمين والمسيحيين مشيرا إلى الرسالة التي وجهها الأمير عبد القادر إلى أسقف الجزائر سنة 1866 ردا على رسالة شكر من هذا الأخير لحماية الأمير للمسيحيين بالشام حيث أكد فيها أن موقفه من أولائك المسيحيين يعد شرعيا تمليه “الشريعة المحمدية” وإنسانيا تمليه “الحقوق الإنسانية“. وهي الرسالة التي بينت أن الأمير عبد القادر كان أول من تحدث عن حقوق الإنسان بغض النظر عن أصله وعرقه ودينه وسبق بذلك الإعلان العالمي لحقوق الإنسان وهي القيم ذاتها التي يدافع عنها الآن المسلمون والمسيحيون يضيف المحاضر. وذكر أن هذا الكتاب الذي جمع 180 موقفا؛ يعد مجموعة دروس ألقاها الأمير عبد القادر في أحد الجوامع بدمشق، حيث أقترح عليه المصلون أن يدونوا الدرس الأول الذي حمل الموقف الأول ليتدارسوه، فتم تدوين كل الدروس ليأتي منها كتاب «المواقف» الذي تم الانتهاء منه سنة 1883 بعد 17 سنة من بداية الدروس.