بقلم: بوزيد حرز الله/ الجزائر أتماثل للشعر حين أراني أقلّب طرفي، أعذّ الحصى، طللا أتشلّى، أعدّ على الترب حمّى انكساري وأهرب من جبروت الحقيقة. وأحسبني قد ملأت الفضاء بمحض دقيقة. الزّمان يهرّبني منه، يبعدني عنه، يدخلني فيه لا أستطيع المقام السّعيد المكان بعيد. دع مفاتنك ال كلّما عبرت سوسنة يضيق بك الوقت، تتّسع الأمكنة. على رسلكم أيّها الشعراء أنا أتحايل كيما تجانبني لغة لا أراها تقول الذي قاله المتنبي، وما خطّه البحتريّ بأضلعه، من تكونون؟ ما الشّعر في عرفكم يا رفاق؟ وما الأسر وما الانعتاق؟، وهل؟ هذه فسحة للتأمّل، لا أجيد الأمل. صار يدهشني حين أقرأ قول زهير: لسان الفتى نصفه، أو أنام بملء جفوني إذا سهر الخلق يختصمون عن الباء زائدة إنه الوزن يفرض ما لا أبوح به من ( قفا نبك) من لغة لا أراها تطال القلق. سأعوذ-كما يقتضيه الكلام- بربّ الفلق. حين أقرأ سورة يوسف أستغفر الذّئب،ألقي إلى البئر كلّ الذي سوف يأتي من المغرضين الأحبّة، ثمّ ألوذ إلى الكهف، أزكى فضاء يبدّد ما في القصيدة من عتمه وأعدّ الملايين حولي وتخنقني الكلمه. لن أقصّ عليكم أنا -ما رأيت- أخاف من الكلب يفضحني فأصير كأنتم أصفّق قبل الكلام سلاما على الميّتين عليكم سلام. سوف لن أستفيق من العشق لو نخلة ارتمت بين بيني أشدّ إليها الشّهيق وأفنى سوف لن أستفيق لينسدل العمر ينساب يرتاب أبهى وأضنى إنه مطر يتراجع والأرض تسقط أعلى المجاز الذي ما فهمناه.أنت الذي تقرأ الآن هذا الكلام وترهق آياتك البيّنات.ألست..وأفلست مثل اللّغات العتيقة..دعني على طللي نائما أتوسّد وهج الأثافي، على، في، إليك أجرّ الكناية خالية من شروحاتها، كالنكاية في أصل ما في الحكاية يا صاحبي. غارقا في تفاصيل يوم يجيئ بلا رغبتي. ألتقي فيه بعض الزوايا التي تتقاطع مع دهشتي من خواء يلفّ المدينة من كلّ أجوائها، فلذل غلّقت جارتي بابها، ولعبنا معا لعبة القادرين على نبذ أوضاعنا وتواضعنا،فانتهينا الى كبوة أيّها الأكذبان. يقضم البحر ذاكرتي، ويعيد إليه المواجع أنقى من التّبر،أخرج من حوزتي وينام المكان. هكذا خطّط ابن قبيلته ومضى موغلا في السنان. وانتضى نحو عشرين جدّا وعاد به عطش قيل: مدهامتان. جسد يتضوّر عشقا، ونهدان أوشكتا أن تطيرا بأجنحة الشّبق المترامي على ضفّتين، وأرقب من كلّ زوجين إثنين. مرّت سفائن نوح ولم تنتبه. شدّها الاحتراق به وإليه ولم تتّجه. والعيون التي طرفها سهر، والمدى حور، أرهقتها الفراشات محترقات بأنفاسها. حولها ورق ذابل. بعده قاتل. مطر يتدافع ذات اليمين وذات الشمال، وأعلى، وتسقط ذرّاته الضامئات على نخلة جذعها في السّماء، وقامتها في الهواء، ومريمها في العراء، فهزّوا إليكم بحمّى القصيدة هذي، لتولد “كان” وتترك إخوانها الطيّبين، وتفعل فعلتها، وتسافر في زمن رابع، لا تدسّ الدسائس فيه، ولا حزب فيه، وتصبح”حان”. وحين تولى عبس، أيّها الأعمى لقد نام العسس.