تواصلت ردود الفعل الدولية المشجبة للهجوم الذي نفذته “جماعة مجهولة” ضد القنصلية الجزائرية بمدينة “غاو” شمالي مالي، والذي وصفته ب“العمل الخطير والمرفوض“، داعية إلى إطلاق سراح أعضاء البعثة المختطفين فورا. فقد أدان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ “بشدة” أول أمس اقتحام عناصر مسلحة لقنصلية الجزائر بمنطقة “غاو” في مالي وخطف أفراد من البعثة الدبلوماسية من بينهم القنصل والذين اقتيدوا إلى مكان غير معلوم. وشدد “بينغ” في بيان وزعه الاتحاد الافريقي بأديس أبابا على “خطورة هذا العمل المرفوض “الذي ارتكب ضد بعثات دبلوماسية دولية ومبعوثين دبلوماسيين “مطالبا بالاطلاق الفوري لسراح كل المختطفين. و أكد “بينغ” التزام الاتحاد الافريقي في اطار آلياته وأدواته المعنية وقرارات مجلس السلم والأمن الإفريقي ب“عدم ادخار أي جهد لتعزيز التعاون العالمي والإفريقي من أجل منع ومكافحة الإرهاب“. وجاء في البيان الذي أصدرته الأمانة العامة لاتحاد المغرب العربي في هذا الشأن أن الاتحاد يتابع “بقلق بالغ و انشغال عميق” تطورات الاعتداء و الهجوم الذي استهدف صباح الخميس 5 أفريل الجاري القنصلية الجزائرية ب “غاو” بجمهورية مالي من قبل جماعة مجهولة و التي تم على اثرها اختطاف القنصل الجزائري و 6 من الدبلوماسيين الجزائريين“. كما أكد ذات البيان على أن اتحاد المغرب العربي يعرب عن “تضامنه مع الشعب الجزائري ومع المختطفين و أسرهم آملا في أن تتخذ السلطات المالية الإجراءات الملائمة لتأمين سلامة هؤلاء المختطفين و ارجاعهم إلى أسرهم وذويهم بسلام“، من جهته أعرب المغرب على لسان وزير الشؤون الخارجية والتعاون “سعد الدين العثماني” عن ادانته للهجوم واختطاف سبعة من الدبلوماسيين الجزائريين . وأكد سعد الدين العثماني تضامن المغرب مع شعب الجزائر ومع المختطفين وأسرهم وطالب بتأمين سلامة هؤلاء المختطفين وإرجاعهم إلى أسرهم وذويهم بسلام . وأشار إلى أنه بادر عقب الإعلان عن الحادث إلى الاتصال بنظيره الجزائري مراد مدلسي وعبر له عن تضامن المغرب مع الشعب الجزائري ومع الضحايا وأسرهم في هذه المحنة . وشدد الوزير المغربي على أنه “لا يمكن أن تحل مشاكل مالي إلا بالحوار والتفاهم ونهج الطرق السلمية“، من جانبها أدانت وزارة الشؤون الخارجية التونسية أمس عملية اقتحام القنصلية الجزائرية بمدينة “غاو” . وأكدت الوزارة في بيان لها بأن مثل هذا الفعل يتنافى مع “الأعراف الدولية واتفاقيتي فيينا “، داعية كل الأطراف المعنية إلى “التعقل وتغليب منطق الحوار والعمل الجاد من اجل إطلاق سراح الدبلوماسيين الجزائريين في اقرب الآجال مع الحفاظ على حرمتهم وسلامتهم الجسدية والمعنوية “. كما جددت تونس “تمسكها المطلق ” بمبادئ احترام الشرعية الدستورية والمحافظة على الوحدة الترابية وعلى أمن واستقرار هذا البلد . وأبرزت الرئاسة التونسية أنها تتابع عن” كثب تطور الأوضاع الأمنية والإنسانية” في شمال جمهورية مالي وتدعم ” بقوة المسار” الذي انتهجته الجزائر بدعوتها كل أطراف النزاع إلى تجاوز جميع العقبات” واللجوء إلى الحوار بغية “التوصل إلى حلول مناسبة في كنف الاحترام الكلي والمحافظة على الوحدة الترابية لجمهورية مالي “. كما شددت على أن اتفاق الجزائر الموقع في سنة 2006 بين مختلف الأطراف المالية ” يبقى أصلا الإطار المرجعي لإيجاد الحلول الكفيلة بإعادة الأمن والسلام والاستقرار في جمهورية مالي بصفة خاصة وفي المنطقة بصفة عامة“. ولقي الهجوم على القنصلية الجزائرية بمدينة “غاو” واختطاف اعضاء البعثة السبعة ادانة شديدة من قبل فرنسا والتي جاءت على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية “بيرنار فاليرو“.