أكد وزير الخارجية السيد مراد مدلسي أمس أنه ''لم تتبن أية جهة لحد الآن عملية اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين بمالي''، مضيفا في تصريح لوأج أن ''خلية الأزمة التي نصبناها تتابع باستمرار آخر التطورات الخاصة بهذه المسألة التي تتطلب معالجتها كما تعلمون الكثير من السرية''. وأكد في هذا السياق أن ''الحكومة التزمت بتوفير كل الوسائل الضرورية لعودة مواطنينا''، مضيفا في رده على سؤال حول رد فعل الجزائر بخصوص إعلان دولة مستقلة من طرف الحركة الوطنية لتحرير الأزواد أن ''موقف الجزائر ثابت وهو على غرار المجتمع الدولي يدعم الحفاظ على وحدة مالي وسلامته الترابية''. وأردف قائلا بخصوص الأزمة المالية إن ''الجزائر التي أدانت بشدة الانقلاب العسكري في مالي تشجع الجهود التي يتم بذلها حاليا لإعادة إحلال النظام الدستوري في أقرب وقت ممكن وتنصيب حكومة شرعية وفتح حوار بين كل الماليين للتوصل إلى حل لمسألة الشمال يحفظ السلامة الترابية لمالي والمصالح العليا لشعبه''. وقد تم إجلاء عائلات الدبلوماسيين المختطفين اول أمس الجمعة على متن طائرة تابعة للقوات الجوية عبر برج باجي مختار (ولاية أدرار) وتم خلال نفس الرحلة اجلاء امرأة رعية فرنسية تعمل بوكالة اليونسيف كانت قد لجأت إلى القنصلية الجزائرية في ''غاو''. وأعلنت وزارة الشؤون الخارجية في بيان لها أنه تم إعادة عائلات الدبلوماسيين الجزائريين المختطفين إلى أرض الوطن ''سالمة ومعافية''. وأضافت وزارة الشؤون الخارجية أنه ''تم أيضا اجلاء دبلوماسي جزائري لم يكن حاضرا عند اقتحام المختطفين القنصلية إلى النيجر، حيث تم التكفل به من قبل تمثيليتنا الدبلوماسية''. وذكرت الوزارة بأن ''الحكومة الجزائرية التزمت بتسخير كل الوسائل الضرورية لعودة مواطنينا سالمين وخلية الأزمة التي تم تنصيبها تتابع باستمرار تطور هذه القضية''. وكانت وزارة الشؤون الخارجية قد اعلنت أن قنصلية الجزائر في غاو تعرضت صباح يوم الخميس لاعتداء من قبل ''جماعة مجهولة''. تم على اثره اختطاف القنصل وستة (06) عناصر من القنصلية الجزائرية واقتيادهم إلى وجهة مجهولة. وفي هذا الصدد لم تخرج ردود الفعل الدولية المستنكرة للهجوم الذي استهدف القنصلية الجزائرية بمدينة''غاو''شمالي مالي، عن الدعوة الملحة لاطلاق سراح المختطفين فورا، واصفة الهجوم ب''العمل الخطير والمرفوض''. كما اعربت عن تضامنها مع الجزائر ازاء هذا السلوك اللاانساني والمشين للاعراف الدولية. فقد أدان رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ ب''شدة'' اول امس اقتحام عناصر مسلحة لقنصلية الجزائر بمنطقة ''غاو''، مشددا في بيان وزعه الاتحاد الافريقي بأديس أبابا على ''خطورة هذا العمل المرفوض ''الذي ارتكب ضد بعثات دبلوماسية دولية ومبعوثين دبلوماسيين ''مطالبا بالاطلاق الفوري لسراح كل المختطفين. وأكد بينغ التزام الاتحاد الافريقي في اطار آلياته وأدواته المعنية وقرارات مجلس السلم والامن الافريقي ب''عدم ادخار أي جهد لتعزيز التعاون العالمي والافريقي من اجل منع ومكافحة الارهاب''. كما استنكرت الامانة العامة لاتحاد المغرب العربي و''بقوة'' اختطاف القنصل الجزائري والدبلوماسيين الآخرين. واكدت ان هذا ''العدوان الهمجي يتنافي مع كل القوانين والأعراف الدولية''. وجاء في البيان الذي اصدرته الامانة العامة لاتحاد المغرب العربي في هذا الشان أن اتحاد المغرب العربي يعرب عن ''تضامنه مع الشعب الجزائري ومع المختطفين وأسرهم، آملا في أن تتخذ السلطات المالية الإجراءات الملائمة لتأمين سلامة هؤلاء المختطفين وارجاعهم إلى أسرهم وذويهم بسلام''. من جهته اعرب المغرب على لسان وزير الشؤون الخارجية والتعاون السيد سعد الدين العثماني عن ادانته للهجوم واختطاف سبعة من الدبلوماسيين الجزائريين. وأكد السيد سعد الدين العثماني تضامن المغرب مع شعب الجزائر ومع المختطفين وأسرهم وطالب بتأمين سلامة هؤلاء المختطفين وإرجاعهم إلى أسرهم وذويهم بسلام. وأشار إلى أنه بادر عقب الإعلان عن الحادث إلى الاتصال بنظيره الجزائري السيد مراد مدلسي وعبر له عن تضامن المغرب مع الشعب الجزائري ومع الضحايا وأسرهم في هذه المحنة. وشدد الوزير المغربي على أنه ''لا يمكن أن تحل مشاكل مالي إلا بالحوار والتفاهم ونهج الطرق السلمية''. من جانبها أدانت وزارة الشؤون الخارجية التونسية عملية اقتحام القنصلية الجزائرية بمدينة ''غاو''. وأكدت الوزارة في بيان لها بأن مثل هذا الفعل يتنافى مع ''الأعراف الدولية واتفاقيتي فيينا، داعية كل الأطراف المعنية إلى ''التعقل وتغليب منطق الحوار والعمل الجاد من اجل إطلاق سراح الدبلوماسيين الجزائريين في اقرب الآجال مع الحفاظ على حرمتهم وسلامتهم الجسدية والمعنوية''. وابرزت الرئاسة التونسية انها تتابع عن ''كثب تطور الأوضاع الأمنية والإنسانية'' في شمال جمهورية مالي وتدعم ''بقوة المسار'' الذي انتهجته الجزائر بدعوتها كل أطراف النزاع إلى تجاوز جميع العقبات'' واللجوء إلى الحوار بغية ''التوصل إلى حلول مناسبة في كنف الاحترام الكلي والمحافظة على الوحدة الترابية لجمهورية مالي''. كما شددت على أن اتفاق الجزائر الموقع في سنة 2006 بين مختلف الأطراف المالية '' يبقى أصلا الإطار المرجعي لإيجاد الحلول الكفيلة بإعادة الأمن والسلام والاستقرار في جمهورية مالي بصفة خاصة وفي المنطقة بصفة عامة''. ولقي الهجوم على القنصلية الجزائرية بمدينة ''غاو'' واختطاف اعضاء البعثة السبعة ادانة شديدة من قبل فرنسا والتي جاءت على لسان الناطق الرسمي باسم وزارة الشؤون الخارجية السيد بيرنار فاليرو . كما استنكرت الحكومة الموريتانية عملية اختطاف الدبلوماسيين الجزائريين، حيث حملت وزارة الخارجية الموريتانية الجهة التي اختطفتهم مسؤولية ضمان سلامتهم، مع الدعوة الى الافراج عنهم فورا دون شروط. كما عبرت عن تضامنها مع الجزائر.