في إطار نشاطاتها الثقافية المسطرة نظمت المنظمة الوطنية للتضامن الطلابي بالإقامة الجامعية للبنات بوزريعة، وتحت إشراف رئيسة الفرع أمينة عجالي سهرة كوميدية حضرها كوكبة من الأسماء الفنية والممثلين الكوميديين، هذا الحفل الذي نال استحسان الطالبات و صنع أجواء بهيجة من الترفيه و المرح. وقد نظم هذا الحفل على هامش معرض الكتاب الذي احتضنته المدرسة العليا للأساتذة بوزريعة تزامنا مع اليوم العالمي للكتاب، وكذا إحياء للربيع الأمازيغي المصادف للعشرين من شهر أفريل، حيث أحيا هذه السهرة الكوميدية الممثل الكوميدي المعروف “أحمد قورايين” و”أمين بومدين” والممثل المسرحي والسيناريست و الموسيقي في طابع الروك “داني روك” و”يوسف”...وغيرها من الأسماء التي أضاءت بحضورها ركح المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة و خلقت لحظات من الفرجة والمتعة لا تنسى، وقد قدم الممثل الكوميدي الواعد أمين بومدين وهو من مواليد 19 نوفمبر 1984 عروض شيقة تناولت مواضيع آنية مستقاة من الواقع الذي يعيشه كلّ جزائري كمشكل البطالة و مشكل السكن و مشكل الزواج وغلاء المهور و كذا الحرقة...و غيرها من المواضيع التي هي من صميم المجتمع لكن تناولها بطريقة فكاهية ساخرة مرر من خلالها رسائل هامة و جوهرية، و قد كانت بدايته مع الموسيقى سنة 1999 في نوع الراب، و لديه ألبومين صدرا له في الجزائر و الثالث صدر بفرنسا تحت عنوان “الزواج” و “براكاج”، و قد شارك في العديد من المهرجانات و الحفلات، لينتقل بعدها العام 2003 للمسرح مع جمعية مصطفى كاتب، و العام 2006 يقتحم عالم السينما من أوسع أبوابه و يوقّّع أوّل مشاركة له في الفيلم الطويل “الأجنحة المنكسرة”، و من ثم يشارك في السلسلة الفكاهية “عيسى سطوري”، لتتوالى أعماله و تكون له فرصة المشاركة في أوّل كوميديا موسيقية في العالم العربي و هو فيلم “الساحة” سنة 2010 و الذي حصل من خلال الدور الذي أداه على الجائزة الأولى لأحسن دور رجالي في المهرجان الدولي للفيلم العربي بوهران سنة 2011، كما شارك في سلسلة جمعي فاميلي، وعن مشاريعه حدثنا أمين بومدين: ” ستكون لي فرصة المشاركة في السلسلة الفكاهية “خالتي لالاهم” التي ستبث في رمضان، وسلسلة فكاهية أخرى من إنتاج التلفزيون الجزائري، وعن السهرة التي شاركت فيها اليوم فقد كانت جميلة جدا ونحن كفنانين نكرّس وقتنا وفننا الذي نجعله في خدمة طلبتنا لأنّهم هم ذخر المستقبل و إطارات الغد، و واجبنا نحوهم أن نرفه عنهم فهم محتاجين لمثل هذه الأجواء لأنّهم يبذلون مجهود جبار في طلب العلم و قد جاءوا من مختلف الولايات للعاصمة بغرض الدراسة، لذا لبدّ من تكثيف الأنشطة الثقافية لخلق جو يحفّزهم على طلب العلم و النجاح، و فيما يخص الكوميديا في بلادنا فقد كانت ولسنوات طويلة في مستوى عالي وكلّ ما أتمناه أن تحافظ على مكانتها التي صنع تاريخها عمالقة في التمثيل كالمرحوم رويشد وحسن حسني والمفتش الطاهر وعثمان عريوات...إلخ، كما أتمنى أن تتاح لنا نحن الشباب المزيد من الفرص للعمل وأن يكون هناك دعم للعروض الحرة لأنّها لا تتطلب إمكانيات كبيرة فشخص واحد يكفي للقيام بها ولديها في نفس الوقت رسائل و دلالات قوية”. ومن جهته قدّم الكوميدي أحمد قورايين عروض رائعة أضحكت الطالبات مطولا نظرا لخفة دمه و تلقائيته فوق الخشبة، و قد تطرق في عروضه التي قدمها لعدة قضايا منها ما يخص المنظومة التربوية و الجامعية و المقارنة بين النظامين المختلفين القديم و الجديد و الدور الذي يلعبه الأستاذ في إعداد نشئ طيب الأعراق يمكن للجزائر أن تعتمد عليه في معركة البناء و التأسيس لغد أفضل، كما كان الرابط بين كل هذه المواضيع هو ضرورة التحلي بصفة الصبر التي هي من شيم العظماء للوصول إلى أهدافنا، و قد أعرب أحمد قورايين للأيام عن عميق غبطته لحضوره وسط هذا الحشد من الطالبات القادمات من مختلف الولايات من أجل تحصيل العلم، و قد أكد تلبيته الدعوة كلما وجهت له و حضوره ما هو إلا مساهمة بسيطة في كسر الروتين و خلق أجواء من الحيوية و البهجة في وسط الطلبات و لتعويضهم و لو قليلا عن إفتقاد الأهل، و بالنسبة لمشاريعي فأنا أحضر لسيت كوم “قهوة ميمون” مع المخرج يحيا مزاحم، و فيما يخص المسرح أحضر لعمل تحت عنوان “مونولوج بين إثنين” و هو عبارة عن حوار بين الشيطان و الكاتب، بالإضافة إلى مسلسل تلفزيوني أقوم فيه بدور المشرف على المجانين الذي يجن في آخر المطاف”.