في لقاء نظم بسفارة النمسا بالجزائر العاصمة في إطار إحياء الذّكرى 150 لميلاد أرتور شنيتزلر الموافق ل 15 ماي 1862 ؛ وبحضور الأديب أمين زاوي وأفراد من عائلة أبو العيد دودو وعدد من رجالات الأدب والثقافة؛ تمّ تقديم قراءة متقاطعة باللغتين العربية والألمانية لنص “جيرونيمو الأعمى وشقيقه” للمؤلف النمساوي أرتور شنيتزلر. قدم الممثلان حسان كشاش والنمساوي مارتين والتز قراءة مسرحية لنص كتبه أرتور شنيتزلر سنة 1900 و ترجمه إلى العربية الكاتب والمترجم الجزائري أبو العيد دودو سنة 1966. و لمدة ساعتين تقريبا تمكن الفنانان بنبرة صوت خفيض وبتركيز كبير من التأرجح بين اللغتين اللتين و إن اختلفتا إلا أنهما تتضمنان شأنهما شأن الكثير من اللغات الأخرى أحاسيس وانفعالات تثيران بطريقة فلسفية قيما إنسانية مثل الحكمة و الوفاء والأخوة والتضحية والعفو. وتترجم قصة جيرونيمو الأعمى وشقيقه الأكبر كارلو التي تعد نصا مؤثرا ذو بعد فلسفي مفعم بالإحساس المرهف من خلال عبارات واضحة ومختصرة وجد معبرة على الرغم من بساطتها تجلت من خلال قراءة الفنانين اللذين بدا واضحا انفعالهما مع النص وأكدا من جهة أخرى على مدى اهتمامهما بالأدب العالمي مستشهدين في ذلك بترجماته إلى العربية على غرار رواية “الحمار الذهبي” لأبوليوس و”العمل الفني والأدبي” لرومان انغاردن. ومن جهته عبر الممثل حسان كشاش عن ارتياحه لهذه التجربة الأدبية التي شاركه فيها الفنان النمساوي مارتين والتز والتي اعتبرها بمثابة مغامرة جديدة فتحت أمامه أبواب الأدب العالمي وعالم الترجمة. واسترسل قائلا “لقد تحدثنا بلغتين مختلفتين لكن أحاسيسنا كانت واحدة. ومهما كانت اللغة المستعملة فإن الإنسان يشاطر أمثاله الكثير من النقاط المشتركة المتمثلة في الأحاسيس والانفعالات”.