أكدت مختصة في علم الآثار مكلفة بالتراث بمديرية الثقافة لولاية ورقلة «سياغ شافية» أن الموقعان المحميان بالولاية وهما قصر ورقلة وتيماسين لا يزالان في انتظار نصوص رسمية تستجيب للإشكالية المعقدة التي تميز هذا الملف ن الذي يبقى يعاني من نقص الاهتمام رغم الجهود المبذولة. وأكدت المختصة أن “قصر ورقلة صنف موقعا محميا في 31 مارس 2011 في حين لم يتم بعد إصدار مرسوم بخصوص تصنيف موقع تيماسين الواقع على بعد حوالي 20 كلم من تقّرت كموقع محمي” مضيفة أنه تم إيداع منذ جويلية 2011 ملفا بشأنه لدى اللجنة الوطنية للأملاك الثقافية”. وفيما يخصّ قصر ورقلة أشار مسؤولو مديرية الثقافة التابعة للولاية إلى أن المواطنين و أعضاء جمعية القصر والهيئات المعنية لا زالت تنتظر الإخطار الوزاري للوالي الذي يسبق المداولات مع المجلس الشعبي الولائي لإطلاق دراسة ذات ثلاث مراحل بغية إعداد مخطط دائم لحماية و رد الاعتبار للمواقع المحلية طبقا للمادة 3 من المرسوم 03-324 الصادر في 5 أكتوبر 2003. واعتبر مسؤولون بمديرية الثقافة وأعضاء جمعية القصر لورقلة من أجل الثقافة و الإصلاح أنه لا بد على الإدارات والحركات الجمعوية و السكان المعنيين أن يجتازوا الكثير من المراحل على المستويات القانونية والثقافية والاجتماعية حتى يتم إعادة الاعتبار لهذين القصرين المتواجدين بمنطقة أهلة يعود تاريخها إلى مرحلة ما قبل التاريخ و الزاخرة بالمواقع الأثرية الهامة. وتأسف أعضاء جمعية قصر ورقلة التي أنشئت سنة 1989 للحالة المتدهورة التي تعرفها المدينة القديمة بالرغم من مبادرات الترميم التي اتخذها مختلف الفاعلون منذ حوالي عشر سنوات. وجاءت هذه المبادرات التي قامت بها مديرية العمران و البناء الممولة من صندوق الجنوب سنة 2002 كتكملة لمساعي الجمعية التي تحصلت على تسجيل أول للقصر في التراث الوطني في مارس 1996 ثم تسجيل ثاني كموقع محمي في مارس 2011. الترميم حسب المعايير التقليدية بالرغم من إعادة الاعتبار للساحات العمومية و بعض الواجهات و أماكن العبادة وجزء من جدار الصد التي قامت بها مديرية العمران و البناء فإن السكان غالبا ما يلجؤون إلى ترميم بيوتهم القديمة دون احترام المعايير التقليدية. و تأسف الدكتور خالد بن محسن رئيس جمعية القصر لكون “هذه العمليات تمس بالطابع الهندسي لهذه البيوت”. أما المهندسة المعمارية أم الخير بن زاهي عضوة بالجمعية فتطرقت إلى مشكل شائك أخر يتمثل في الورثة الذين يتخلون عن بيوتهم في حال عدم التوصل إلى اتفاق. و تطرق المتدخلون إلى نقص الوعي فيما يخص قيمة هذا الإرث الذي يتعرض إلى أضرار مختلفة. و سبق لجمعية القصر التي تنشط منذ 1989 و أن نظمت ملتقيين (2007 و 2009) و هي تنوي تنظيم ملتقى ثالث في جوان القادم. و يقدر عدد سكان المدينة القديمة لورقلة التي تتربع على مساحها قدرها 30 هكتار ب 10000 ساكن يشغلون 2400 بيت. و تتمثل اللغات المنتشرة على مستوى قصر ورقلة ب “تقرقرنت” و “تومزابت” و “تقنقوسيت” بنقوسة إضافة إلى العربية. و قد شهدت منطقة ورقلة تداول حضارات عريقة على غرار حضارة الرستميين (767-909) بالعاصمة القديمة سدراتة التي تم تدميرها لتدفن تحت الرمال.