أكد “مختار فليون”، المدير العام للسجون، أن النزلاء المحصلين على شهادة البكالوريا والتعليم الأساسي وكذا النزلاء الذين يستفيدون من التكوين المهني، لا يعودون أبدا إلى السجون، في إشارة منه إلى انخفاض نسبة الانتكاسية لدى النزلاء الذين يتابعون دراستهم داخل المؤسسات العقابية، ليكشف عن مشاركة 2301 نزيل في امتحانات شهادة البكالوريا من أصل 57500 محبوس على المستوى الوطني، موزعين على 130 مؤسسة إعادة تربية. أعطى “فلينون” أمس إشارة انطلاق امتحانات شهادة البكالوريا في الوسط العقابي، حيث كان الرجل في الموعد قبيل موعد الامتحان وبالتحديد على الساعة الثامنة إلا 50 دقيقة ليقف على انطلاق العملية من مؤسسة إعادة التربية والتأهيل بالحراش، وبالنسبة للمدير العام للمؤسسات العقابية، الذي كان يجول بقاعات الامتحانات ويتبادل أطراف الحديث معهم، فإن وجوه النزلاء كانت منشرحة على غير العادة وهو الأمر الذي أرجعه إلى التكفل النفسي الذي حظي به هؤلاء النزلاء قبيل يوم الامتحان. وفي هذا السياق قال مختار فليون “نتمنى أن تكون النتائج ايجابية، وما نلاحظه هو أن الأعمار متوسطة وهو دليل على رغبة النزلاء في تحسين المستوى والقفز على عقبة الإجرام.. في اعتقادي هناك نية وصدق للتخلص من رواسب الجريمة”. كما أكد المتحدث أن الفائزين بشهادة البكالوريا يستفيدون من الحرية النصفية في حالة أن العقوبة تكون أقل من سنتين ويمكنهم الذهاب إلى الجامعة في الصباح والعودة في المساء، أما أصحاب العقوبة الطويلة فيستفيدون من العطلة الأكاديمية بمعنى مزاولة دراستهم بعد انقضاء مدة العقوبة، وبالمقابل يمكنهم التسجيل في التعليم المتواصل الذي أصبح يضم عددا كبير من النزلاء. وعن عدد المترشحين المسجلين للسنة الدراسية 2011-2012 بالنسبة للبكالوريا، فقد بلغ حسب ما صرح به فليون 2301، ويبقى أن هذا العدد غير رسمي في انتظار الإحصائيات الأخيرة، بالنظر إلى وجود نزلاء أفرج عنهم، إضافة إلى إحصاء 66 محبوس يشاركون خارج المؤسسات العقابية. وفي تقييمه للعملية، قال المدير العام، “إن هذه العملية تدخل في إطار عملية الإدماج على غرار شهادة التعليم المتوسط والتكوين المهني، خاصة وأننا نلاحظ ازدياد في عدد المسجلين في التعليم العام، حيث بلغ عدد النزلاء الذين يزاولون الدراسة 26 ألف نزيل ، بمعدل زيادة سنوية تتراوح ما بين 3 آلاف أو 4 آلاف نزيل، بالإضافة إلى 30 ألف مدمجون في التكوين المهني، وبالتالي فإنه بالرغم من أن النجاح في البكالوريا والتعليم المتوسط هو مؤشر على نجاح عملية الإدماج، إلا أن المؤشر الحقيقي يرتبط بالزيادة في عدد النزلاء المتعلمين. ومن هذا المنطلق رفض “فليون” الخوض في نسبة الانتكاسية التي تتطلب في رأيه دراسة معمقة، فيما أكد أن النزلاء الناجحين في شهادة التعليم الأساسي والبكالوريا، وكذا التكوين المهني لا يعودون أبدا إلى الإجرام لتبقى هذه الطرق أحسن وسائل للإدماج، في الوقت الذي تحصي فيه الجزائر 57500 نزيلا، موزعين على 130 مؤسسة إعادة تربة وتأهيل. وفيما يخص “أنسنة” السجون، قال “فليون”، إن العملية في اعتقادي قد انتهت؛ النزلاء يدرسون، إضافة إلى وجود 50 مؤسسة عقابية هي قيد الإنجاز وفق المعايير الدولية، كما سيتم استلام 13 مؤسسة في شهر جويلية المقبل، أما السجون القديمة التي يجب أن تعوض فهناك حوالي 50 مؤسسة تضم 50 شخصا ،وبالنسبة لتحويل سجن الحراش إلى متحف، الفكرة موجودة لتحويله إلى متحف ويبقى أن الأمر متوقف على بناء سجون جديدة. صوفيا هاشمي * شارك: * Email * Print * * *