جدّدت منظمة الأممالمتحدة معارضتها لطلب المغرب باستبدال المبعوث الأممي الحالي إلى الصحراء الغربية «كريستوفر روس» بمسؤول آخر، وهو ما جاء هذه المرة على لسان أمينها العام «بان كي مون» الذي أبلغ العاهل «محمد السادس» بالأمر مباشرة، نافيا في سياق ذلك وجود أية نية بتغيير «روس» في الوقت الراهن بعكس ما ترغب فيه الرباط. انتهت كل محاولات المملكة المغربية للضغط على الأمين العام لمنظمة الأممالمتحدة من أجل إبعاد المبعوث الخاص الحالي إلى الصحراء الغربية، الأمريكي «كريستوفر روس»، إلى الفشل رغم أن الرباط كانت تستند في مساعيها هذه على دعم مباشر من بعض القوى الكبرى على غرار فرنسا وبدرجة أقل الولاياتالمتحدة وإسبانيا، ولذلك فإن «بان كي مون» قطع الشك باليقين وأخطر العاهل المغربي مباشرة بأن ذلك أمر مستبعد، مجدّدا الثقة في شخص «روس». ومن هذا المنطلق أوضحت مصادر دبلوماسية بالأممالمتحدة أن الأمين العام الأممي قال لملك المغرب خلال مكالمة هاتفية جمعتهما مساء السبت بأن «الأممالمتحدة لا تنوي تغيير طريقة وساطتها الهادفة أساسا إلى التوصل إلى حل سياسي» بحسب ما أدلى به أمس الناطق الرسمي باسم الأممالمتحدة «مارتين نيسيركي» في تصريح لوسائل الإعلام في مقر المنظمة الكائن بمدينة «نيويورك». ونقل « نيسيركي» في ذات السياق عن «بان كي مون» متحدّثا إلى «محمد السادس» أن مبعوثه الشخصي إلى الصحراء الغربية «كريستوفر روس»، إلى جانب وممثله الخاص الألماني «فولفغانغ فيسبرود فيبر»، «سيضطلعان بمهامهما ضمن إطارها المحدد من قبل مجلس الأمن الدولي من أجل تحقيق تقدم في مسلسل تسوية نزاع الصحراء الغربية عبر المفاوضات التي ترعاها الأممالمتحدة منذ سنوات». يجدر التذكير على هذا المستوى بأنه سبق للمملكة المغربية أن سحبت ثقتها من «كريستوفر روس» خلال شهر ماي الماضي، لكن الأمين العام للأمم المتحدة جدّد الثقة في مبعوثه الذي يجد دعما من جبهة «البوليساريو» ومن عدد من الدول الفاعلة في مجلس الأمن. وزعمت السلطات المغربية في تبرير موقفها بأن «روس منحاز إلى أطروحة البوليساريو والجزائر»، غير أن منظمة الأممالمتحدة رفضت هذه الاتهامات. وقبل ذلك كانت الرباط قد رفضت تقريرا عن «روس» طالب فيه بمراقبة قوات «المينورسو» لحقوق الإنسان في مدن الصحراء الغربية، كما اتهم في مضمونه المغرب بالتجسّس على هذه القوات. أما الناطق الرسمي باسم المنظمة الأممية فإنه ردّ على الخرجة المغربية بالقول: «إن الأمين العام يؤكد أن مبعوثه الخاص قد منح فرصا كبيرة للأطراف المعنية بنقاش القضايا الرئيسية خلال المفاوضات غير الرسمية، وحتى الآن فالأطراف المعنية لم تحرك ساكنا». وكان نظام المخزن يراهن على كل من الولاياتالمتحدةالأمريكية وباريس من أجل تحقيق هدفه بإبعاد «كريستوفر روس» الذي فضح في أكثر من مناسبة التجاوزات المغربية والانتهاكات التي تمارسها بشكل يومي في حق الشعب الصحراوي في الأراضي المحتلة. وقد أثار التقرير الأخير الذي رفعه «بان كي مون» شهر ماي الماضي إلى مجلس الأمن حفيظة الرباط التي قال الوزير المنتدب في وزارة الخارجية إن الوثيقة التي أعدّها «كريستوفر روس» بخصوص قضية الصحراء الغربية «تضمنت انزلاقات خطيرة». زهير آيت سعادة شارك: * Email * Print * Facebook * * Twitter