تنقل حوالي 100 شاب، يشاركون في التربص التكويني للملاحظين في علم الطيور إلى بحيرة “طونقة” الطارف، لإحصاء الطيور المائية التي بدأت على التوافد على هذه المنطقة، الواقعة بأقصى الشمال الشرقي للبلاد. و أوضح رفيق بابا أحمد الاختصاصي و مؤطر هذا التكوين، أن اختيار هذا الموقع لم يكن من قبيل الصدفة لأن هذه المنطقة الرطبة، تلبي المعايير المطلوبة في مجال تعداد الأنواع المتعددة للطيور، وأضاف ذات المتحدث أن هذا التمرين يهدف إلى معرفة والتحكم أكثر في تقنيات التعداد المخصصة لتحديد عدد الطيور البرية، المتواجدة على مستوى هذه البحيرة ذات 2600 هكتار، وأشار بابا أحمد إلى أن هذه الطيور تتجمع بالآلاف في هذه البحيرة خلال فصل الشتاء، حيث يعشش البعض منها في هذا الموقع في الوقت الذي تتوقف أنواع أخرى لأخذ قسط من الراحة خلال عبورها بين أوروبا وإفريقيا، و حسب بوزيد شلبي وهو مؤطر آخر، فإن بحيرة طونقة تمثل بالنسبة لهذه الطيور الداجنة “بحيرة للحياة”، ما دام الغذاء متوفر، إضافة إلى ضمان راحة مستحقة بعيدا عن الحيوانات المفترسة والصيادين. وتسمح إقامة الطيور المهاجرة التي ستحصل على “الفائض من الراحة”، قبل مواصلة رحلتها الطويلة للمهتمين بعلم الطيور من تحديث و تعزيز معارفهم، بمقارنة نتائجهم في مجال الإحصاء لسنة 2012 مع تلك النتائج المحصل عليها عام 2011 خلال نفس الفترة، وأشار ذات المتحدث إلى أن بحيرة “طونقة” تشكل أكبر منطقة لصنع الأعشاش في هذا الجزء من حوض البحر الأبيض المتوسط، حيث يمكن إحصاء إلى غاية 250 ألف ما بين بط و غرة تقضي بالمنطقة فصل الشتاء، مثلها مثل باقي الأنواع من الطيور الداجنة التي تكتسي حمايتها أهمية قصوى، كما تشكل هذه البحيرة مأوى و مأمن للأنواع المهددة بالانقراض و النادرة جدا، على غرار البط ذو المنقار الأزرق و الذي يمكن ملاحظته عن طريق المنظار خلال هذه الأيام، انطلاقا من الطريق الوطني رقم 44 المحاذي للبحيرة، و خلال هذا التربص التكويني للملاحظين في علم الطيور، سيتمكن المشاركون من اكتشاف ست مناطق رطبة تحصيها الحظيرة الوطنية للقالة.