أكد أمس المدير العام لبريد الجزائر، محند العيد محلول، أنه سيتم اتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لاستدراك التأخيرات وتفادي الاكتظاظ على مستوى مراكز البريد على خلفية إضراب عمال القطاع لقرابة الأسبوعين، ولم يستبعد المتحدث احتمال تمديد أوقات العمل . وشدد، محند العيد محلول، على أن الحوار قائم بصورة مباشرة مع العمال وممثليهم، وأن كافة المطالب المرفوعة سيتم التكفل بها، حسب ما التزم به أول أمس، وزير القطاع موسى بن حمادي الذي نزل شخصيا إلى العمال وطمأنهم بأن لائحة مطالبهم سيتم التكفل بها كليا ، هذا وعاد عمال المراكز البريدية إلى مناصب عملهم بعد افتكا كهم وعودا من وزير البريد موسى بن حمادي الذي التزام باتخاذ كافة التدابير اللازمة من أجل تحقيق كل المطالب الاجتماعية والمهنية لعمال القطاع المضربين منذ 13 يوما والبالغ عددهم أكثر من 25 ألفا. وقال بن حمادي، خلال لقائه بالعمال المعتصمين بالبريد المركزي، أنه قرر إتحاد كل التدابير اللازمة من أجل التكفل بكل المطالب الاجتماعية والمهنية لعمال القطاع وذلك على المدى القريب و البعيد، مضيفا أنه سيعمل على تطبيق محتوى الاتفاقية المبرمة بين إتحاد عمال بريد الجزائر والإدارة التي تمت المصادقة عليها من طرف مجلس الإدارة عام 2011، كما أعلن عن موافقته المبدئية لتطبيق سلم الأجور بأثر رجعي ابتداء من يناير 2008. وقد تم استئناف العمل على مستوى كافة مكاتب بريد الجزائر، فعلى مستوى القباضة الرئيسية للجزائر العاصمة (البريد المركزي ) كانت كل الشبابيك مفتوحة وتكفلت بجميع العمليات البريدية والمالية، و طمأن أعوان البريد أن العمل استؤنف وسيستمر كالعادة إلى غاية السابعة مساء، وعلى مستوى مركز الصكوك البريدية الواقع قرب البريد المركزي تشكلت طوابير لا متناهية أمام الشبابيك بمجرد فتح المكاتب. وأكد، محمد، عامل بالشباك بالبريد المركزي، أنه تم استئناف العمل في كافة مكاتب البريد داعيا مستعملي البريد إلى القيام بعملياتهم على مستوى وكالات البريد الواقعة في أحيائهم وعدم التنقل إلى القباضة الرئيسية، وأوضح زميله، أن كل عمال البريد مستعدون للعمل يوم الجمعة وخلال أيام العطلة لاستدراك التأخر المتراكم مشيرا مع ذلك إلى أن الإضراب جاء في “فترة فراغ” ليس فيها تحويلات للرواتب، موضحا أن الشبابيك تعززت بما أنه ينتظر توافد كبير بعد التوقف الذي دام ما يقارب الأسبوعين متأسفا في نفس الوقت عن الإزعاج الذي لحق بمستعملي البريد، وأضاف أن استئناف العمل جاء بفضل الضمانات التي قدمها وزير البريد و تكنولوجيات الإعلام والاتصال، موسى بن حمادي. وقال المتحدث أن “الوزير قد طمأننا أمس (السبت) بالتكفل بمطالبنا عند تنقله إلى البريد المركزي وعلى أساس تلك الالتزامات قررنا استئناف العمل”، ونفس الملاحظة تم تسجيلها بمكتب بريد ساحة أول ماي حيث كانت جميع الشبابيك تقدم الخدمات بشكل عادي وبطبيعة الحال فان الشبابيك قد اكتظت منذ الصبيحة من خلال طوابير طويلة من الزبائن. في ذات السياق تقول صليحة (50 سنة)، أنها عانت الأمرين من غياب السيولة خلال تلك الفترة مضيفة أنها لجأت إلى الاستدانة من صاحب المحل الذي تشتري منه عادة، قائلة “لم أكن أتوقع أن تطول مدة الإضراب إلى هذا الحد ولم أقم بسحب الأموال الكافية من قبل” مشيرة إلى أنها أرملة وتتكفل بطفليها المتمدرسين، والأمر ذاته مع أحمد الذي “تنقصه السيولة النقدية” منذ أسبوعين مؤكدا بالقول “إنني مستعد للبقاء في طابور الانتظار حتى وان أمضيت اليوم بأكمله هنا”، أما في مكتب بريد، روشاي بوعلام، فإن حكيم يقول بأنه مطالب بدفع أقساط قرض في العاشر من كل شهر معربا عن خشيته من أن تفرض عليه غرامات بسبب التأخر في الدفع، وعلى الرغم من الطوابير الطويلة فان المواطنين الذين تم الالتقاء بهم في مختلف مكاتب البريد، أعربوا عن “ارتياحهم بعد أسبوعين من المعاناة” فيما عبر آخرون عن نيتهم في الانتقال إلى البنوك.