سادت أجواء من الارتياح والاطمئنان لدى الجزائريين وهم يشاهدون أولى صور رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة على شاشة التلفزيون بعد مرور 47 يوما من نقله لاستكمال العلاج بباريس إثر إصابته بجلطة دماغية، وكان هذا الظهور بمثابة رسالة تطمين على أن رئيس الدولة يتماثل تدريجيا للشفاء بعكس ما تروّج له بعض الأوساط داخل الوطن وخارجه. بثت المؤسسة العمومية للتلفزيون أمس أولى صور رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة في نشرة الساعة الخامسة على القناة التلفزيونية الثالثة، حيث ظهر رئيس الدولة وهو يستقبل الوزير الأوّل عبد المالك سلال ورئيس أركان الجيش الوطني الشعبي الفريق أحمد قايد صالح، وكان يستمع إليهما وهما يقدّمان له عرضا حول الوضع السياسي والأمني في البلاد، وبدا الرئيس بوتفليقة ببدلة خاصة وهو يرتشف بيده اليمنى فنجان قهوة ويتذوق من بعض الحلويات التي كانت في الطاولة التي توسطت قاعة الاستقبال بمركز "ليزانفاليد". وقبل ذلك نشرت وكالة الأنباء الجزائرية ظهر أمس أربع صور لرئيس الجمهورية منذ نقله إلى باريس للعلاج من جلطة دماغية، وتزامنا مع ذلك عاش مبنى "شارع الشهداء" على وقع حالة طوارئ بعد عودة الفريق المكلف بتصوير الاستقبال الذي خصّ به الرئيس بوتفليقة كلا من سلال وقايد صالح بمستشفى "ليزانفاليد" الباريسي الذي يقضي فيه فترة نقاهة بعد الوعكة الصحية التي ألمّت به قبل 47 يوما، وقامت إدارة مؤسسة التلفزيون بإعداد كافة الترتيبات لبث أول ظهور للرئيس بوتفليقة صوتا وصورة وهو يتبادل أطراف الحديث مع زائريه. وحسب الصور التي نشرتها وكالة الأنباء الجزائرية على موقعها الإلكتروني فإن الرئيس عبد العزيز بوتفليقة ظهر وهو يحادث في المرة الأولى مع الفريق أحمد قايد صالح الذي كان يرتدي بدلة مدنية وفي تلك الأثناء كان عبد المالك سلال مبتسما وهو يستمع إلى حديث الرجلين، كما كان رئيس الجمهورية في صورة أخرى يُحدّق في الوزير الأوّل الذي بدا يتحدّث معه عن الأوضاع السياسية والأمنية في البلاد مثلما سبق أن أشار إليه أمس الأوّل في تصريحاته للوكالة الرسمية. وبهذا الظهور يكون القاضي الأوّل بالصورة والصوت في البلاد قد أسكت كل الأصوات التي حاولت – منذ الوهلة الأولى لنقله لاستكمال العلاج في مستشفى "فال دوغراس"- الاستثمار بكل الوسائل في حالته الصحية لحسابات لها صلة بالانتخابات الرئاسية المقبلة، وحتى الصور التي تم نشرها أبانت بأنه يتماثل تدريجيا للشفاء بعكس المعلومات المغلوطة التي وقفت وراءها وسائل إعلام فرنسية في الآونة الأخيرة، وقد تمّ اختيار الوقت المناسب لوقف كل هذه المزاعم، وكان الظهور بمثابة الجرعة التي أراحت الجزائريين الذين كانوا منشغلين كثيرا على رئيسهم. واللافت أيضا أن تعليمات صدرت إلى مسؤولي وكالة الأنباء الجزائرية من أجل نشر صور رئيس الجمهورية على أوسع نطاق ومنح كافة التسهيلات لوسائل الإعلام للاستفادة من باقة الصور، وحيث نشر الوكالة برقية تعلم فيها كل الإعلاميين الراغبين في استلام صور رئيس الجمهورية الاتصال بها هاتفيا وإفادتها بعناوينهم الإلكترونية، وهو ما حصل فعلا حتى لوسائل الإعلام غير المتعاقدة مع الوكالة. وكان الوزير الأوّل قد أفاد في تصريحات وكالة الأنباء الجزائرية بأنه قدم رفقة رئيس أركان الجيش الوطني الشعبي "عرضا شاملا عن الوضع السائد في البلاد لرئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي يتماثل للشفاء بعد إصابته بجلطة دماغية"، كما أبلغاه في اللقاء الذي دام ساعتين بتفاصيل "الوضع السائد في البلاد فيما يخص نشاطات الحكومة وكذا بشأن الوضع السياسي والأمني" حسب ما جاء على لسان عبد المالك سلال الذي أكد أيضا أن الرئيس بوتفليقة "قد تجاوب بشكل جيد وأن حالته الصحية تبدو جيدة". وأضاف عبد المالك سلال بأن رئيس الدولة "أعطى تعليمات وتوجيهات" تخص "كافة مجالات النشاط" خصوصا فيما يتعلق بالتحضيرات المتعلقة بتموين الأسواق خلال شهر رمضان المقبل، مثلما طمأن حول الحالة الصحية لرئيس الجمهورية الذي وجده "في صحة جيدة" رغم أنه لازال "في فترة نقاهة". وفي السياق ذاته أفادت نشرة صحية خاصة بالرئيس عبد العزيز بوتفليقة موقعة من طرف الأطباء المرافقين له الأستاذان صحراوي محسن ومترف مرزاق بأن الرئيس بوتفليقة يقضي فتر